أدت الأمطار المتساقطة خلال الأيام القليلة الماضية بولاية جيجل، إلى تعطيل الحركة والحياة اليومية للمواطنين وأجبرت غالبيتهم على البقاء بمساكنهم طيلة يوم كامل، حيث تغيب عدد مهم من الموظفين عن عملهم، كما تأخر تلاميذ المدارس عن مقاعد دراستهم في فترة الدوام الصباحي على وجه التحديد. وذلك بعدما تشكلت برك مائية وسط الأحياء السكنية، ومداخل العمارات بعدد من البلديات والمدن التابعة إقليميا لعاصمة "الكورنيش"، الأمطار المتساقطة قدرتها مصالح الأرصاد الجوية بولاية جيجل بحوالي 80 ملمترا، والتي أرغمت تلاميذ المؤسسات التعليمية ببعض المدن على التغيب طيلة صبيحة يوم الأربعاء الماضي، بعدما لم يتمكنوا من اللحاق بمقاعد الدراسة من جراء الأمطار المعتبرة التي لم تتوقف منذ الساعات الأولى لذلك اليوم، كما كشفت الأمطار الكثيرة من العيوب المسكوت عنها حسب السكان، في إنجاز العديد من المشاريع المنجزة بالولاية بالخصوص، في الطرقات التي تآكلت أجزاء منها بفعل المياه التي غمرتها في العديد من المناطق، ولم تسلم لا الطرق ولا المسالك البلدية ولا الولائية وحتى الوطنية منها، فبمدينة "الميلية" غمرت المياه أجزاء من المدخل الغربي للمدينة بمدخل متوسطة "محمد العربي لحمر"، وهو ما جعل الولوج إلى هذه المؤسسة التعليمية بالمستحيل. وهو نفس مصير المتنقلين إلى حي "المريجة"، على غرار طلاب ثانوية "هواري بومدين"، الذين لم يجدوا سبيل آخرا للوصول إلى مقاعد دراستهم، كما عاش حي "بولعتيقة" المجاور لمحطة نقل المسافرين، وعند النقطة المخصصة لبيع الخضر المحاذية لنفس الحي نفس المصير، وذلك بعدما غمرت هي الأخرى بالمياه نتيجة غياب البالوعات المخصصة لتصريفها وانسدادها إن وجدت، والمعاناة الحقيقية عرفها حي "تابريحت" أين أتت المياه المتدفقة على السطح على أجزاء كبيرة من الطريق البلدي، الرابط بين مدينة "الميلية" وبلدية "أولاد يحي خدروش"، كما تجمعت المياه بساحة الحي مانعة بذلك المواطنين من التنقل لقضاء حوائجهم، حديث اشتكى الناس من تسرب مياه الأمطار عبر التشققات المتواجدة بمساكنهم، جراء عدم استقرار طبقات الأرض وكذا من سوء الإنجاز الذي رافق تهيئة الحي، حيث تسبب تسرب المياه إلى تلك المساكن في تعطيل عدادات الكهرباء، وهو ما أثار خوف السكان من حدوث كارثة لم تكن في حسبانهم.