وحدات بومرداس والبليدة تلتحق بالعاصمة أسرت مصادر أمنية رفيعة المستوى ل«الأيام» أن اللواء «عبد الغاني هامل» أعطى تعليمات صارمة لكافة الأجهزة الأمنية من أجل تفادي الاشتباك مع المواطنين المشاركين في مسيرة اليوم غير المرخصة، وتوخي الحيطة والحذر في طريقة التعامل معهم. وأضافت المصادر أن المديرية العامة للأمن الوطني أنشأت منذ أيام خلية أزمة أوكلت لها مهمة متابعة أحداث وتطورات المسيرة التي تعتزم تنسيقية التغيير والديمقراطية تنظيمها رفقة بعض الأحزاب، بحيث ستكون المهمة الأولى لتلك الخلية إعداد تقارير خاصة بالحدث تسلم للمسؤولين عن القطاع. وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه الخلية التي أنشأت لإنجاز مهمة مؤقتة فقط، أريد من خلالها تقديم كل المستجدات والتطورات الخاصة بالمسيرة، التي من المتوقع أن تنظم صبيحة يوم السبت بالجزائر العاصمة رغم رفض ولاية الجزائر تقديم ترخيص لها. وبعد إطلاع مصالح الأمن الوطني على عزم الحركة والمنضمين إليها خوض المسيرة اليوم، استدعت بحر الأسبوع الماضي كل قياداتها حتى من بعض الولايات القريبة من العاصمة لدراسة الموضوع ومحاولة التحكم في زمام الأمور، كما أعطيت تعليمات بعدم الاشتباك مع المواطنين والحذر في التعامل معهم. وإن كانت قيادة الأمن الوطني قد جندت بعد أوامر المدير العام «عبد الغني الهامل»، المرة الماضية 15 ألف عنصر من الأمن، فإن معلومات أكدت أن هذا الرقم مرشح للارتفاع في ظل تخوفات من عدم التحكم في زمام الأمور وخوفا من مشاركة شباب من باقي ولايات الوطن في مسيرة العاصمة، كما سيتم تجنيد أكثر من 200 شرطية لمواجهة العنصر النسوي الذي سيشارك في المسيرة وهي ذات الخطوة التي قامت بها المصالح نهاية الشهر الماضي في التعامل مع مسيرة الأرسيدي. هذا وسيتم تجريد كل أعوان الشرطة من الأسلحة، في حين سيتم السماح لهم فقط باستعمال الرصاص المطاطي وخراطيم المياه والهراوات والاعتماد على الكاميرات المنصوبة بالشوارع والطائرات العمودية التابعة للأمن الوطني في حالة أي انفلات أمني. أما عن الوحدات والعناصر التي ستطوق المتظاهرين، فقد أكدت ذات المصادر أن المديرية العامة للأمن الوطني أخذت كل الاحتياطات اللازمة منذ حوالي أسبوع بعد أن دعمت العاصمة بفرق استدعيت من خارج الولاية من أجل الاستعداد الكامل ليوم المسيرة، كاشفة أن ذات الفرق منها من تم استقدامه من ولاية بومرداس والبليدة وغيرها، أما من داخل ولاية العاصمة فسيتم تجنيد كل وحدات عناصر الحميز والقبة وبراقي. هذا وأسر لنا المصدر أن المديرية العامة للأمن الوطني أعطت تعليمتها قبل أيام بدخول جميع العناصر حتى تلك التي استفادت من عطلتها أو حتى العطلة المرضية من أجل تجنيدها خلال المسيرة المتوقعة، زيادة على رفض كل العطل التي قدمت من قبل عناصر الأمن هذه الأيام. كما أفادت ذات المصادر أنه سيتم التركيز نهاية هذا الأسبوع على كل مداخل ومخارج العاصمة خاصة منها الأحياء الشعبية تفاديا لتكرار سيناريو أحداث الشغب الأخيرة ومسلسل السرقة والنهب الذي صاحب تلك الاحتجاجات، بحيث ستتم عمليات التفتيش المكثفة بالأحياء الشعبية مثل بلديات براقي والحراش وباش جراح، أما التركيز الكبير والأهم بالنسبة لقوات الأمن فسيكون محطة نقل المسافرين عبر الولايات «الخروبة»، التي وضع فيها عدد كبير من عناصر الأمن الوطني بالزي المدني مهمتهم الأساسية مراقبة الشباب القادم من باقي الولايات خاصة من ولايتي بومرداس وتيزي وزو، زيادة أيضا على عملية توقيف الحافلات القادمة من ذات الولايات ومراقبة بعض الوثائق والأمتعة، للتأكد من القادمين وهذا في نقاط تفتيش وحواجز أمنية ثابتة وأخرى متنقلة ستتم إقامتها فقط تماشيا مع الحدث.