أكدت مصادر موثوقة ل«الأيام» أن مصالح الأمن وقيادة الجيش والدرك الوطني، قامت بتحقيقات استباقية مع العديد من المهربين القدامى الذين كانوا ينشطون عبر الحدود الجزائرية مع كل من ليبيا مالي والنيجر، كما اتخذت إجراءات أمنية مكثفة، في خطوة لفرض الأمن بهذه المناطق الحدودية، بعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا. وقامت ذات القوات بفرض طوق أمني على المناطق الحدودية الصحراوية الجزائرية مع كل من ليبيا مالي والنيجر خاصة ما يعرف بدول الساحل، وذلك بتشديد الرقابة الأمنية ونشر عدد كبير من القوات في مناطق حدودية إستراتيجية على خلفية الأحداث التي تمر بها ليبيا والحرب التي تدور رحاها بين القوات الموالية لمعمر القذافي وبين الثوار، حيث تشهد ليبيا حالة فوضى عارمة وانتشارا كبيرا للأسلحة من مختلف الأنواع بين المواطنين بالإضافة إلى قيام الثوار بالاستيلاء على خزائن الأسلحة ما يجعل سقوطها بين عصابات وشبكات التهريب والعصابات الإرهابية أمر سهلا، بالإضافة إلى أن العصابات الإجرامية لن تتوان في استغلال هذه الفرصة التي لا تعوض في ظل انعدام الأمن في معظم مناطق ليبيا. كما مست الرقابة مهربين «معروفين» في كل من ولايات ورقلة، إليزي، الوادي وتمنراست أين يتم تتبع خطواتهم وتنقلاتهم، تحسبا أن يقوموا بعمليات تهريب أو تنسيق مع عصابات أخرى تقوم بأعمال تهريب الأسلحة أو السيارات الرباعية الدفع، خاصة «تويوتا ستايشن» و«ألف جى 60.45.80.95» التي تسير بالبنزين والتي يستخدمها المهربون، حيث تتميز هذه السيارات رباعية الدفع بأنها عملية في المناطق الصحراوية والمسالك الصعبة وسريعة ويمكن تزويدها برشاشات ودافعات الصورايخ، كما تم إعطاء أوامر بمراقبة كل سيارات الدفع الرباعي في هذه الولايات والمناطق الحدودية لمعرفة سائقيها والوجهة التي تقصدها والتأكد من هوية مالكيها . ولضمان نجاح العملية تم القيام بمحاولات ربط اتصال مع أشخاص متعاونين كانوا يعملون في مجال التهريب بغية كشف أي عمليات تهريب محتملة للأسلحة أو السيارات تقوم بها هذه العصابات الإجرامية، كما تم نشر قوات في إطار تنسيق أمني بين قيادة الجيش الشعبي الوطني والدرك الوطني المرابطين في هذه المناطق لحماية الحدود الجزائرية، وتم فرض رقابة ميدانية وجوية على المناطق الحدودية بين الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى تكثيف الرقابة على الحدود الجزائرية النيجيرية والمالية مخافة قيام الإرهابيين والمهربين الذين استغلوا تدهور الوضع في ليبيا للحصول على أسلحة.