قصد تلمسان مئات الآلاف من سكّان الأندلس من قرطبة وغرناطة بعد سقوط هذه الأخيرة سنة 1492 وفي عام 1553 دخلها العثمانيون من الجزائر العاصمة بعد معركة مع الإسبان وجعلوها تابعة للإمبراطورية العثمانية وتمّت حمايتها من المحاولات التّوسعية الإسبانية والمغربية مدّة قرون . وفي عام 1844 استعمرت من فرنسا بعد سقوط مدينة الجزائر والمدن الغربية.. والآن نعيش معها إعادة بعث كلّ هذا التاريخ..كلّ هذا الزّخم المنكّه بعطر إسلامي خالص يجعل الماضي يتجدد أبدا.. خليدة تومي:التظاهرة مكسب ثقافي آخر أشارت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي إلى أن التظاهرة التي تمتدّ طيلة سنة "تضاف إلى المكاسب الثقافية للبلاد التي احتضنت بنجاح تظاهرتي "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" وكذا "المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني". وذكرت الوزيرة بمختلف العمليات المنجزة في إطار هذه التظاهرة الدولية ويتعلق الأمر بإنجاز عشرة فضاءات ثقافية جديدة وترميم 99 معلما تاريخيا ونشر 365 عنوان وإخراج 48 فيلما حول مدينة تلمسان وإنتاج 19 مسرحية بالإضافة إلى برمجة إثنى عشر ملتقى دوليا وألفي جولة فنية عبر الولايات المجاورة. واعتبرت خليدة تومي أنّ النّشاطات المبرمجة ستعزّز لا محالة "مكانة الجزائر بالأمازيغية الأصل والعربية من حيث اللغة والمسلمة في روحها وإيمانها". أبو عبد الله غلام الله: تلمسان أرض العلماء ومن جهته أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبوعبد الله غلام الله التنوع الثقافي والحضاري الذي تزخر به تلمسان مما جعلها توصف بجدارة "جوهرة المغرب العربي". وأوضح السيد أبوعبد الله غلام الله في نفس السياق أن تلمسان كانت أرض استقبال ومفتوحة لرجالات العلوم والعلماء والثقافة الذين وجدوا بها السلم والطمأنينة بعد ما طردوا من بلاد الأندلس. كما وجه وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبوعبد الله غلام الله بالمناسبة تحية تقدير لمساهمة المرأة التلمسانية في ميداني العلم والفكر على غرار لالة مونيا التي كانت تنافس نظراءها من الرّجال. المدير العام للأيسيسكو:لتلمسان اعتراف عالمي بمكانتها ومن جهته وجّه الدّكتور عبد العزيز بن عثمان التّويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة تحية تقدير لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عرفانا لجهوده المبذولة في إحياء المشهد الثقافي وتعزيز العمل الإسلامي المشترك. وأكّد المتدخل نفسه الذي ذكّر بأهداف المنظمة المذكورة المصادق عليها في سنة 2004 بالجزائر العاصمة على أهمية إنشاء شبكة للتعاون بين البلدان الأعضاء من أجل ترسيخ القيم الأصيلة للثقافة الإسلامية. واعتبر المدير العام للمنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة أنّ اختيار مدينة تلمسان لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011 "يعدّ اعتراف من العالم الإسلامي برمته بمكانة هذه المدينة في الميادين الحضارية والثقافية والعلمية".