اعتصم المئات من عمال «سوناطراك» بالجنوب أمس أمام المركب الإداري للمديرية الجهوية للإنتاج لسوناطراك بحاسي الرمل، بولاية الأغواط، احتجاجا على ما وصفوه ب «تماطل» المديرية العامة في تنفيذ المطالب العمالية التي وافقت عليها منذ أسابيع دون تحديد أجندة واضحة لتطبيقها. وسلم العمال المعتصمون للمدير الجهوي ل «سوناطرك» بحاسي رمل رسالة قصد تذكير المديرية العامة للشركة الوطنية للمحروقات بالعريضة المطلبية المتضمنة 15 مطلبا، والتي وافقت عليها منذ أسابيع بعد اجتماع مع الشريك الاجتماعي للمؤسسة لكن دون أن ترى النور جل منها باستثناء الاستجابة لثلاثة مطالب فقط. وأمهل المحتجون المقدر عددهم بأكثر من 1200 عامل، مدة أسبوع للرد عليها بصفة رسمية، قبل تبني المقترحات الداعية لتصعيد الحركة الاحتجاجية في حال تجاهل المديرية لمطالب عمال الجنوب، حيث وصف العمال الزيادات بالمحتشمة ولا ترقى إلى تطلعاتهم، الشيء نفسه بالنسبة لوعود المديرية العامة التي تعهدت بالتكفل بمطالبهم الاجتماعية والمهنية، مؤكدين أن أرضية المطالب المقدمة والمتضمنة 13 نقطة لم تعالج منها إلا ثلاثة مطالب تخص منحة المنطقة والعمل التناوبي واحتساب منحة الإزعاج بأثر رجعي من سنة 2008. يشار إلى أن العمال قرروا، تجديد حركتهم الاحتجاجية المعلقة منذ أسابيع بعد الحصول على اتفاق مع المديرية العامة ومجلس الإدارة لإقرار زيادات في الأجور، اعتبروها هزيلة بعد الحصول على أجورهم نهاية الأسبوع. ويأتي اعتصام اليوم بعد تجمع أكثر من 1200 عامل ليلة الخميس إلى الجمعة الماضية بقاعدة ألف سرير «أستون» بحاسي الرمل لتقييم الزيادات الممنوحة لهم في أجورهم الأخيرة، بعد انتظار كشوف الرواتب للبت في حركتهم الاحتجاجية التي علقوها منذ أسبوعين. غير أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يرى بأن هذه الحركة الاحتجاجية ورائها أهداف خفية، حيث أكد رئيس فيدرالية عمال البترول «علي بلجردي» بأن مطالب العمال قد تم أخذها بعين الاعتبار وتطبيق الاتفاقية المبرمة بين المحتجين والإدارة في تقدم مستمر. وأضاف المتحدث ذاته «لقد تفاجأنا بهذه الحركات الاحتجاجية، ولم نعد نفهم رد فعل العمال، وإن كان هناك أشخاص يعملون من أجل أهداف خفية وغامضة فنحن أبرياء ولا علاقة لنا بهم».