أعلنت السلطات الروسية استعدادها الكامل لتزويد الجزائر بأحدث التكنولوجيات في مجال صناعة الأسلحة وفقا للرغبة التي أبدتها بلادنا في هذا الشأن، وقالت موسكو إنها على التزام كامل بهذا المسعى في إطار ما أسمته احترام العقود التي أبرمها الجانبان في التعاون العسكري. وبموجب ذلك تمّ تشكيل مجموعة عمل مشتركة لبحث الآليات الكفيلة بتجسيد هذه الرغبة. تعزّز التعاون العسكري الوثيق الذي يجمع الجزائر مع روسيا منذ سنوات طويلة بمساعي جديدة من أجل تقديم مزيد من التسهيلات لفائدة بلادنا في مجال التكنولوجيا العسكرية، حيث لم يتوان الطرف الروسي في إعلان نيته في تزويد الجيش الجزائري بكل ما يحتاج إليه من آخر التقنيات من برمجيات ووسائل تدخل في إطار سياسة مؤسسة الجيش من أجل تطوير وتحديث قدراته في مختلف المجالات سواء البحث أو الدفاع. وضمن هذا السياق نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن مصدر رفيع المستوى في قطاع التصنيع العسكري الروسي تأكيده بأن الجزائر ترغب فعليا في اقتناء تكنولوجيا صناعة أسلحة روسية. وقال «فيكتور كوماردين»، نائب المدير العام لشركة «روس أوبورون إكسبورت» التي تدير الصادرات الروسية من الأسلحة، إنه بالإضافة إلى اقتناء الأسلحة والمعدات العسكرية المصنعة «تطرح الجزائر اليوم مسألة نقل التكنولوجيا». وأكد المسؤول العسكري في التصريح ذاته أن روسيا تقوم بتنفيذ جميع العقود الموقعة لتوريد الأسلحة للجزائر، في إشارة إلى التزام بلاده بالتعاون الكامل، ثم أضاف في تصريح له على هامش معرض «ماكس- 2011» للتقنيات الجوية والفضائية المقام حاليا في مدينة «جوكوفسكي» القريبة من موسكو أنه «تم تشكيل مجموعة عمل روسية جزائرية مشتركة للتعاون الصناعي». ويؤكد تصريح هذا المسؤول العسكري الروسي بشكل كبير خصوصية علاقات التعاون العسكري مع الجزائر التي تعتبر أكبر مستورد لأسلحتها في العالم إلى جانب سوريا، وقد سبق للعديد من الوفود التابعة للجيش الوطني الشعبي القيام بزيارات دورية للإطلاع على آخر التكنولوجيات العسكرية التي طوّرتها شركات روسية. إلى ذلك تُشير التوقعات إلى أن قيمة الصادرات الروسية من السلاح والعتاد العسكري خلال العام الحالي 11 مليار دولار أمريكي. وقد بلغت نسبة تنفيذ خطة الصادرات أكثر من 60 في المائة، وفقا لما قاله ميخائيل دميترييف، رئيس هيئة التعاون العسكري الفني في روسيا. وقد تجاوزت قيمة هذا النوع من الصادرات خلال العام 2010 سقف 10 مليارات دولار، مقابل 8.5 مليار دولار في العام 2009. وإلى جانب سوريا والجزائر فإن الصين والهند وفنزويلا وماليزيا تعتبر من الدول الرئيسية المستوردة للأسلحة الروسية، وحسب تأكيد المسؤول بالشركة الروسية فإن صادرات «روس أوبورون إكسبورت» في الفترة من عام 2000 إلى 2010 بلغت حوالي 60 مليار دولار، مشيرا إلى أنها تزايدت بحوالي 400 إلى 500 مليون دولار سنويا. وكان نائب رئيس هيئة التعاون العسكري الفني في روسيا، «فياتشيسلاف دزيركالن»، قد صرّح بدوره أن بلاده ستبدأ بتوريد طائرات عسكرية من طرازي «سو-30» و«ياك-130» إلى الجزائر مع مطلع العام الحالي، حيث أورد أنه «من المفروض أن تبدأ الجزائر بتسلم طائرات "سو-30" و"ياك-130" في عام 2011 وإن هذا ليس بالسرّ العسكري». وقبل عشرة أيام حضر ممثلون عن الجزائر في المرحلة الرئيسية من المناورات العسكرية التي قامت بها قوات روسيا وبيلاروسيا وقرغيزيا وطاجيكستان وأرمينيا التي تهدف إلى تهيئتها لمحاربة الإرهاب وخوض المعارك خلال نزاعات مسلحة، جاء ذلك على إثر دعوة تلقتها وزارة الدفاع الوطني من نظيرتها الروسية.