صدر أمس الديوان الثاني للشاعرة اللبنانية الواعدة نسرين ياسين بلوط الموسوم ب”رؤية في بحر الشوق”، هذا الديوان الذي استلهمت جلّ قصائده من انتسابها الروحي والعاطفي لبلد الشهداء الجزائر.”رؤية في بحر الشوق” إصدار جديد وهو خلاصة تجارب مرت بها، حيث تطغى عليه النفحة العاطفية الحزينة. يتكون الديوان من حوالي 50 قصيدة “خانوا العهد يا أمي”، “إلى الجزائر”، “ما هو الجنوب”، “ليلتي هي معك”، “مرت من هنا” وقصيدة “جيل الغد والثورة” التي تركز من خلالها على الثورة الصادقة النابعة من الشعب، وليست الثورة الزائفة التي تحركها أياد أجنبية لمآربها الضيقة، حيث تقول الشاعرة في هذا الصدد: “لقد كنت جد منساقة للثورات العربية في بداياتها تجيشت لها وكتبت عنها قصائد كثيرة، لكن للأسف فيما بعد انحرفت عن مجراها وأصبحت مسيرة من أطراف أجنبية خفية، حيث أصبحت الآن الكارثة العربية وليست أبدا ربيعا عربيا”. كما صدر للشاعرة أيضا ديوانها الأول “أرجوان الشاطئ” العام 2010 والذي شاركت به في الصالون الدولي للكتاب في طبعته 15، حيث تناولت فيه مواضيع جريئة كسرت من خلاله كلّ الطابوهات، وسيصدر لها قريبا رواية جديدة انتهت من وضع آخر اللمسات عليها مؤخرا وأعطتها عنوان “للغربة وجوه كثيرة” تدور أحداثها بين الجزائر ولبنان وكندا. وترى الشاعرة نسرين ياسين بلوط أنّ هناك تراجعا كبير من حيث اهتمام الشعوب العربية بالثقافة نظرا للظروف الاجتماعية القاسية وغلاء المعيشة وكذا الحصار الثقافي والعولمة الثقافية التي تفرض نمط معين، في المقابل وبحكم تواجدها المستمر بالجزائر تقول:” أجد أنّ هناك صحوة ثقافية وحركية دائمة في الجزائر، فالجزائريون لديهم اهتمام كبير بالثقافة والأدب، وهم على إطلاع بكل ما يصدر من مؤلفات جديدة و مواكبين للأحداث الثقافية”. كما عبّرت لنا الشاعرة عن ميولها العميق للمواضيع العاطفية، و كذا تأثرها الشديد بجبران خليل جبران الذي تستهويها كتاباته إلى حد التطرف، حيث تقول “لو خلقت في زمن جبران لكنت من القامات الفكرية الفاعلة و لكنت قلما يضيء بمصابيحه الحياة الثقافية في الوطن العربي، لكن يبقى الحلم يراودني في هذا الزمن الرديء بأن أملئ الدنيا بأشعاري و يقرؤها جميع الناس، فأنا أومن أنّ لكل زمن شعراؤه و قراؤه ممن يعشقون الكلمة الجميلة الهادفة، و تبقى الجزائر دائما ملهمتي، فهي قبسة من نور في قلبي.