أفادت مصادر موثوقة أن لقاء آخر يجمع اليوم بين الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والقيادي «صالح قوجيل» منسق ما يعرف ب «حركة التأصيل والتقويم» من أجل وضع «النقاط على الحروف» في اجتماع وصفته مصادرنا ب «لقاء الفرصة الأخيرة» لرأب الصدع بما يضمن دخول طرفي «الأفلان» التشريعيات المقبلة بقوائم موحدة. يختلف اللقاء المزمع أن يجمع اليوم «عبد العزيز بلخادم» بوصفه المسؤول الأول في حزب جبهة التحرير الوطني مع «صالح قوجيل» من موقعه ممثلا عن الحركة التقويمية التي خرجت عن بيت الطاعة، عن كل اللقاءات السابقة التي انعقدت بين الرجلين لأن الأمر يتعلق هذه المرة بمرحلة مصيرية يقبل عليها «الحزب العتيد» الذي يرجح أن يدخل في دوامة من الصراعات في حال لم يحتفظ بأغلبية مقاعد المجلس الشعبي الوطني في التشريعيات المقبلة، خصوصا أمام حالة التململ الحاصلة بسبب التحضير لإعداد قوائم المترشحين. ويُعتبر هذا اللقاء الخامس من نوعه بين الرجلين بعدما لم يخرج لقاء الاثنين الماضي بأية نتائج ملموسة خصوصا وأن «قوجيل» حاول فرض شروطه واستغلال هذا الظرف من أجل إرغام «بلخادم» على قبول ترشيح أسماء عن حركة التأصيل والتقويم. وعليه فإن الأمين العام ل «الأفلان» يوجد في وضع لا يُحسد عليه لأن إذا سلّم ب «الشروط المسبقة» للتقويميين فإن ذلك يعني إضعاف موقفه أمام المناضلين وحتى أمام الرأي العام الوطني كونه سبق وأن أعلن بأنه طوى صفحة من يسميهم «الإخوة الغاصبين» ثم تراجع. وكان تقويميو «الأفلان» قد انتقدوا قبل أيام التصريحات التي أدلى بها «بلخادم» في ندوته الصحفية المعقدة بداية الأسبوع الجاري عندما أعلن حلّ كافة الخلافات معهم، حيث ذكر «صالح قوجيل» أن «إعلان الصلح لا يتم من طرف واحد». وصرّح بهذا الخصوص: «أنا اتفق معه في القول أنه لا يوجد سوى أفلان واحد، لكن يوجد في الأفلان العديد من التوجهات التي تكون مهمة جدا، ولا مفر من التقارب للدخول في سباق الانتخابات بطريقة موحدة». وبعد أن لفت إلى أن الوقت لم يعد في صالح أي من الطرفين بقوله: «ليس لدينا وقت نضيعه، إذا توصلنا إلى اتفاق خلال الثلاثة أيام المقبلة فهذا جيد، وبخلاف ذلك نخشى أن يكون قد فات الأوان»، أورد المتحدّث أن «هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال بلا إجابة، خاصة المتعلقة منها بإعداد قوائم موحدة، وبرنامج الحزب الانتخابي»، واضعا شرطا أساسيا للصلح وهو أن «المصالحة لا يجب أن تكون دون توحيد القوائم الانتخابية». وقبلها كان «عبد العزيز بلخادم» كشف بأن الاتفاق حصل على دخول التشريعيات المقبلة بقوائم موحدة وبرنامج واحد ومنهجية واحدة وحتى خطاب واحد. ورفض في السياق ذاته وصف ما يجري على أنه «صلح» من خلال تأكيده أن «الأفلان» عرف طيلة مسار هذا النوع من «الهزات» بدءا من مؤتمر الصومام حتى الآن، لكن ما يهمّه هو أن «هذه الهزات لا تؤدي إلى شقّ عصا جبهة التحرير الوطني». كما أسهب «بلخادم» كثيرا في الحديث عن قضية الانقسام، مضيفا أنه عقد ثلاث لقاءات مع منسق «حركة التقويم والتأصيل» في الفترة الأخيرة، واعتبر أن مثل هذه اللقاءات «عادية» من منطلق أن «سي صالح قوجيل عضو قيادي ولا أرى أي وجه الاستغراب في أن يلتقي قياديان في الحزب»، ونفى أن يكون هناك أي اتفاق بخصوص ضمّ أسماء «الغاضبين» في إطار ما يشبه الصفقة بقوله: «إذا كانت هناك أسماء قادرة على كسب أصوات نرشحها بغض النظر عن أي أمر آخر».