أكد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن «الإضراب الإنذاري» الذي استمرّ يومين متتاليين عرف «استجابة واسعة» من طرف جميع أسلاك القطاع بخلاف المعطيات التي نشرتها الوزارة الوصية كونها حدّدت نسبة الاستجابة ب 4 بالمائة فقط، معلنا من جهة أخرى بأنه يتجه نحو تجسيد تهديده بالدخول في إضراب متجدّد لمدة أسبوع ابتداء من 29 من هذا الشهر. اتهم الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين وزارة التربية الوطنية ب «المغالطة» على خلفية ما ورد في المراسلة التي تحمل الرقم 199 المؤرخة في 19 أفريل الجاري بخصوص بعض المعطيات المتعلقة بعدد المدمجين، وهي الأرقام التي اعتبرتها هذه النقابة بأنها «مبالغ فيها وتتنافى مع الواقع»، ورأت في ذلك محاولة من طرف مصالح الوزير «بن بوزيد» من أجل «كسر الإضراب»، قبل أن تُضيف: «وفي حقيقة الأمر إن وزارة التربية الوطنية لا تريد الاستجابة لمطلب إدماج المتكونين من معلمي وأساتذة التعليم الأساسي في رتبة أستاذ رئيسي أو مكوّن». ومن وجهة نظر «إينباف» فإن موقف الوصاية يعود أساسا «لكونها أخطأت في تقدير الإحصائيات التي قدّمتها إلى الوزارة الأولى أثناء الجلسات التحكيمية»، وقدّر أنه «على ضوء ذلك تمّت الموافقة المبدئية فيما يخصّ الأثر المالي للتكفل بالوضعيات الجديدة في المرسوم المعدّل لأن عدد المستفيدين بتصنيفة أو تصنيفتين أو ثلاث تصنيفات سيكون 80 ألف في الطورين الابتدائي والمتوسط». وبعد ذلك تفرّغ بيان النقابة إلى تقييم مدى نجاح «الإضراب الإنذاري» الذي شنته خلال اليومين الماضيين، وعليه فإنها لم تتوان في التأكيد بأن هذه الحركة الاحتجاجية التي تسبق إضراب الأسبوع المتجدّد المنتظر ابتداء من الأحد المقبل شهدت «انتشارا واسعا عبر كل ولايات الوطن حيث التحقت كثير من المؤسسات التربوية في اليوم الثاني»، وذكر أيضا تجنّد جميع الأسلاك من «هيئات التدريس، التأطير، التفتيش، المراقبة، التوجيه، المخابر، الاقتصاد، والتغذية والأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية». وواصل الاتحاد في بيانه الذي تسلّمت «الأيام» نسخة منه مبرزا أن نسب الإضراب المعلن عنها من طرف وزارة التربية «لا تعبر عن الواقع أبدا، وقد تعودنا على خرجات وزارة التربية الوطنية بأسلوبها المعهود في إعطاء النسب البعيدة كل البعد عن الواقع قصد تثبيط عزائم المطالبين بحقوقهم»، مثلما شدّد على أن عمال القطاع مصرّون على الذهاب بعيدا في حركتهم الاحتجاجية «ولتتحمل السلطات العمومية مسؤولية عدم التجاوب الإيجابي مع تحقيق المطالب المشروعة»، داعيا إلى «التجنّد والتلاحم» استعدادا لموعد 29 أفريل. وبحسب الأرقام التي قدّمها الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في جدول خاص بالاستجابة لإضراب يومي 24 و25 أفريل فإن أقل نسبة تمّ تسجيلها كانت على مستوى ولاية البيض التي توقفت عند 5 بالمائة فقط، فيما جاءت تيزي وزو في الصدارة ب 88 بالمائة تليها كل من ولايات تلمسان والطارف وورقلة ب 80 بالمائة، أما العاصمة فتراوح الإضراب بين 68 بالمائة في المنطقة الغربية و71 بالمائة في المنطقة الشرقية و65 بالمائة في الجزائر وسط. وبلغت الاستجابة 75 بالمائة في البويرة و70 بالمائة في ولاية خنشلة و73 بالمائة في سكيكدة و67 بالمائة في ولاية وهران و30 بالمائة في بجاية.