يلتقي اليوم قادة «تكتل الجزائر الخضراء» على وقع انقسام في التوجهات وتبادل غير معلن للاتهامات، نتيجة الانتكاسة التي لحقت بهذا الائتلاف خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويأتي هذا الاجتماع الأول من نوعه منذ اقتراع 10 ماي الماضي لتحديد آليات عمل وسط حديث عن خلافات بين الأحزاب الثلاثة بشأن الكثير من الملفات بما فيها ضعف موقف قيادة «حمس» في موقف المشاركة في الحكومة المقبلة. تباينت مواقف قيادة حركة مجتمع السلم من جهة وحركتي «النهضة» و«الإصلاح» من جانب آخر حول من يتحمل مسؤولية الفشل الذي انتهى إليه «تكتل الجزائر الخضراء» خلال التشريعيات الأخيرة، ورغم ذلك فإن الأحزاب الثلاثة تترك الانطباع أمام الرأي العام بأن كل الأمور على ما يرام بينها، ولذلك من المتوقع الحسم في الكثير من الملفات خلال اجتماع المكاتب الوطنية والرؤساء اليوم بالمقر المركزي ل «حمس» بالعاصمة تقرّر أن يكون في جلسة مغلقة. وتحدّثت أوساط من داخل هذا التحالف عن عدة نقاط تمّ إدراجها ضمن جدول أعمال هذا اللقاء الذي سيكون بالأساس لتقييم النتائج المتحصّل عليها في الانتخابات البرلمانية ومن ثمّ بحث كيفيات التعامل مع الوضع السياسي الراهن في المستقبل، وقد أكد «امحمد حديبي» القيادي في حركة النهضة بأن اجتماع اليوم سيدرس البحث عن الآليات المناسبة التي تضمن تطوير التكتل من حيث طريقة عمله، مضيفا إلى ذلك «ملف التزوير» بهدف «تحديد الجهات الضالعة فيه ومن ثم وضع الخطوات التي يجب اتخاذها بعد الاحتجاج الذي قاده نواب التكتل في أول جلسة للمجلس الشعبي الوطني». وحسب ما صرّح به «حديبي» بخصوص لقاء القادة الثلاثة فإن هؤلاء لن يغفلوا انعكاسات التشريعيات على الوضع الداخلي للبلاد وكذا التطورات المستقبلية، موضحا أن هناك إمكانية للخروج بتصوّر حول «المبادرات السياسية» مع «الشركاء الذين نتقاسم معهم نفس الرؤى في قضايا الفساد ومحاربة التزوير لاسترجاع سيادة الشعب في اتخاذ القرار»، ويجري الحديث على هذا المستوى عن مساع لإقناع «عبد الله جاب الله» بالانضمام إلى التكتل رغم صعوبة هذه المأمورية. وإلى جانب جبهة العدالة والتنمية فإن أسماء أحزاب أخرى مطروحة على شاكلة الحرية والعدالة الذي يقوده «محمد السعيد» وحتى جبهة الجزائرالجديدة برئاسة «جمال بن عبد السلام»، وحتى مع جبهة التغيير التي يتزعمها القيادي السابق في «حمس»، «عبد المجيد مناصرة»، لكن حتى الآن يبقى التنسيق منحصرا على مساع شخصية بين قيادات هذه الأحزاب لتبادل الرؤى حول الإستراتيجية المحتملة للعمل. وموازاة مع يبقى من غير المستبعد، وفق «حديبي»، أن يعلن «أبو جرة سلطاني» رئيس حركة مجتمع السلم مع شريكيه «فاتح ربيعي» رئيس حركة النهضة و«حملاوي عكوشي» رئيس حركة الإصلاح الوطني عن الموقف المشترك من مسألة المشاركة في هياكل المجلس الشعبي الوطني، ولكن هذه القضية في غاية التعقيد على حدّ وصف «حديبي» كونها لم تفصل حتى على مستوى كل حزب على حدة. وعلى العموم فإن اجتماع اليوم سيكون من أجل الوقوف على نقاط ضُعف «تكتل الجزائر الخضراء» على أمل تصحيح الأوضاع لدخول الانتخابات البلدية والولائية المقررة نهاية السنة الجارية بأكثر قوة بحسب ما أشار إليه قيادي في هذا التحالف الذي اعترف بأن الانتخابات التشريعية الأخيرة «كانت درسا مفيدا بالنسبة لنا خاصة وأننا في بداية تجربتنا ونحن متفائلون بالمستقبل». زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print