رجّحت مصادر مسؤولة إمكانية أن يقع اختيار رئيس الجمهورية على كل من الدكتور «صالح بلعيد»، أو بدرجة أقل المدير الحالي للمكتبة الوطنية «عز الدين ميهوبي»، من أجل تولّي منصب رئاسة المجلس الأعلى للغة العربية الشاغر عمليا منذ الحملة الانتخابية للتشريعيات الأخيرة، ويُنتظر أن يتم الفصل في الأمر خلال أقرب الآجال. أفادت مصادر موثوقة بأن الدكتور «صالح بلعيد» مرشح ليتولى رئاسة المجلس الأعلى للغة العربية خلفا للرئيس السابق الدكتور «محمد العربي ولد خليفة» الذي يتولى حاليا تسيير شؤون المجلس الشعبي الوطني بعد أن ترشح على رأس قائمة حزب جبهة التحرير الوطني بالعاصمة خلال التشريعيات الأخيرة. وبحسب ما ذكرته المصادر ذاتها فإن الدكتور «بلعيد»، وهو أستاذ اللسانيات بجامعة «مولود معمري» بتيزي وزو، يحظى بدعم كامل من «ولد خليفة» الذي يكون قد زكاه مع مصالح رئاسة الجمهورية باعتبار أن المجلس الأعلى للغة العربية هيئة تابعة لها مباشرة. وأرجعت الجهات التي تحدّثت إلينا احتمال أن يكون الدكتور «صالح بلعيد» الرئيس المقبل لإحدى أكبر الهيئات المعنية بالدفاع عن اللغة العربية بالنظر إلى رصيده المعرفي وكذا تجربته التي اكتسبها عندما كان إلى جانب «العربي ولد خليفة»، علما أن عهدة «بلعيد» كعضو في المجلس كانت قد انقضت في العام 2003 وعلى الرغم من ذلك فإنه بقي عنصرا فاعلا في مختلف الأعمال التي ساهمت هذه الهيئة في نشرها منذ تلك الفترة خاصة الدوريات وكذا المعاجم والمؤلفات وحتى الملتقيات الوطنية والدولية المهتمة بتطوير اللغة العربية. ومن بين أبرز الشهادات التي قُدّمت في حق الدكتور «صالح بلعيد» ما قاله الأستاذ والكاتب «محمد أرزقي فرّاد» التي يعتبره «صاحب قلم مكتاب، وفكر وقاد، يمارس وظيفة النقد بحثا عن الحقيقة، يكتب أكثر مما يتكلم، أثرى المكتبة الجزائرية بعدد هام من المؤلفات»، ويُضيف «فرّاد» في شهادته عن هذا الرجل ابن مدينة البويرة «يكون الدكتور صالح بلعيد حيث يكون النقاش حول مستقبل اللغة العربية، التي عشقها حتى النخاع، دون أن يفرّط في اللغة الأمازيغية التي يعالجها علاجا هادئا بغية إبعادها عن الطرح الإيديولوجي الذي يدمر أكثر مما يبني..». وإذا كان الدكتور «بلعيد» الأقرب إلى المنصب للاعتبارات السابق ذكرها فإن مصادرنا أكدت أن اسم الرئيس السابق لاتحاد الكتاب الجزائريين والمدير الحالي للمكتبة الوطنية «الحامة»، «عز الدين ميهوبي»، يبقى هو الآخر ضمن الأسماء المتداولة لخلافة الدكتور «محمد العربي ولد خليفة»، ويمتلك «ميهوبي» من الرصيد الفكري والكفاءة وحتى خبرته بحكمه شغله للعديد من مناصب المسؤولية في الدولة ما يجعل اسمه مطروحا بقوة. زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print