فشلت الندوتان التكوينيتان الجهويتان اللتان نظمهما حزب جبهة التحرير الوطني الأسبوع الماضي في تحقيق الهدف المنشود من خلال محدودية الاستقطاب، ويعود السبب في ذلك بالأساس إلى غياب الأمين العام «عبد العزيز بلخادم» عنها كونه فضّل قضاء عطلته السنوية بشواطئ ولاية تلمسان على الإشراف على هذين الحدثين الحزبيين. أعلن عضو المكتب السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني مكلف بأمانة الطلبة والشباب، «عبد القادر زحالي»، عن تأجيل عقد ندوتين تكوينيتين جهويتين للشباب كانتا مقررتين خلال الأيام القليلة المقبلة إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، لكنه لم يُقدّم أية تبريرات وراء هذا التأجيل المفاجئ، وفي المقابل عزت مصادر مسؤولة في «الحزب العتيد» ذلك إلى الفشل الذي انتهت إليه ندوتان سابقتان، خاصة في ظل غياب الأمين العام للحزب «عبد العزيز بلخادم». ويتعلق الأمر وفق ما ورد في بيان موقع من طرف «زحالي» بكل من الندوة الجهوية التي كانت مقرّرة في ولاية غليزان تُشارك فيها كل من ولايات مستغانم، وهران، عين تيموشنت، سيدي بلعباس، معسكر، سعيدة، تلمسان، تيارت، النعامة، البيض وبشار، حيث ستنظّم بعد شهر رمضان وتحديدا يوم 25 أوت المقبل بدلا من 4 أوت، بينما يتمّ عقد ندوة برج بوعريريج التي تحضرها ولايات سطيف، المسيلة، باتنة، خنشلة، أم البواقي، جيجل، سكيكدة، عنابة، الطارف، قسنطينة، ميلة، سوق أهراس، تبسة وقالمة التي تأجلت بدورها يوم 1 سبتمبر المقبل عوضا من 11 من شهر أوت الداخل. ويجدر التذكير في هذا الشأن إلى أنه على الرغم من تأكيد أمانة «الأفلان» للطلبة والشباب في وقت سابق بأن الندوات الجهوية الأربعة ستكون بإشراف من الأمين العام شخصيا، إلا أن ذلك لم يحصل على اعتبار أن «عبد العزيز بلخادم» غاب عن الحدثين بعد رفض قطع عطلته السنوية التي يقضيها بإحدى المدن الساحلية التابعة لولاية تلمسان، وهو ما أفقد اللقاءين أهميتهما بحسب ما جاء على لسان عضو قيادي في جبهة التحرير الوطني، وبالتالي لم يجد «عبد القادر زحالي» من خيار آخر سوى تفضيل إعادة برمجة موعد الندوتين المتبقيتين إلى التواريخ المذكورة. وكانت الندوة الجهوية الأولى قد انعقدت بولاية عين الدفلى يوم 14 جويلية بمشاركة 6 ولايات أخرى هي الشلف، تيسمسيلت، الجلفة، المدية، البليدة وتيبازة، تبعتها الندوة الجهوية التكوينية الثانية يوم 17 جويلية بولاية بومرداس ومشاركة كل من ولايات تيزي وزو، البويرة، بجاية ومحافظات الجزار العاصمة، وهي لقاءات تهدف أساسا إلى استقطاب الشباب تحضيرا للانتخابات المحلية المقبلة وتتمحور حول موضوعين أساسيين يتمثل الأول في «الذكرى الخمسون لعيدي الاستقلال والشباب» والثاني في «الاستحقاقات المحلية المقبلة ودور الشباب فيها». ويكشف هذا التأجيل العشوائي حالة من عدم الاستقرار التي يمرّ بها «الأفلان» على الرغم من النتائج الكبيرة التي حققها في التشريعيات الأخيرة، وقد تزامن ذلك مع حديث عن خلافات حادة بين أعضاء المكتب السياسي بسبب ما تمّ تسريبه عن تكليف النائب بالمجلس الشعبي الوطني، «محمد جميعي»، من طرف «بلخادم» من أجل تولي تسيير شؤون الحزب بالنيابة إلى حين دخوله من العطلة، وهو ما دفع بمسؤول التنظيم «العياشي دعدوعة» إلى نفي هذا التكليف واصفا ما راج بهذا الشأن بأنه «مجرّد إشاعات». زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print