موازاة مع دخول العملية العسكرية الفرنسية يومها الخامس أمس، كانت الرئيس «فرانسوا هولاند» يحطّ الرحال بالإماراتالمتحدة في زيارة رسمية قيل إنها من أجل طلب الحصول على دعم مادي لتغطية تكاليف التدخل العسكري في شمال مالي، ولا تستبعد مصادر أن تلجأ باريس إلى بلدان خليجية أخرى لنفس الغرض خاصة وأن «هولاند» أعلن استمرار نشر الوقت «على الأرض والجو». وصل الرئيس الفرنسي أمس إلى الإمارات في زيارة تخصّص بشكل واسع للعملية التي أطلقتها فرنسا قبل خمسة أيام في مالي لصد تقدم المجموعات من شمال البلاد نحو الجنوب والعاصمة، وقد أخذت منحى مختلفا تماما بعد أن كان يفترض أن تغلب عليها الملفات الاقتصادية، وذلك بحسب مقربين من «فرانسوا هولاند» على اعتبار أن باريس باتت في حاجة ماسة إلى دعم مالي لعمليتها العسكرية ولم تجد أحسن من بلدان الخليج. وذكرت وكالة «فرانس بريس» أن «هولاند» بحث هذا الأمر مع القادة الإماراتيين، وتحديدا «الدعم الذي يمكن أن تقدمه الإمارات للعملية في مالي» وذلك نقلا عن الرئاسة الفرنسية، وقد التقى الرئيس الفرنسي مع رئيس الدولة الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان»، وولي عهد «أبو ظبي»، الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، كما يلتقي في دبي بعد الظهر حاكم الإمارة الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم» الذي يشغل منصبي نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء. وفي هذه الزيارة أعلن الرئيس «هولاند»، أن 750 عسكريا فرنسيا موجودون في مالي حيث تجري فرنسا عمليتها العسكرية لمحاربة من أسماهم «المسلحين الإسلاميين»، مؤكدا أن باريس «ستستمر في نشر القوات على الأرض وفي الجو». جاء هذا التصريح خلال زيارته أمس للقاعدة البحرية الفرنسية «معسكر السلام» في «أبو ظبي»، وتوقع زيادة عدد الجنود، مضيفا أن نشر قوة إفريقية مشتركة لمساعدة القوات الفرنسية في مالي قد يستغرق أسبوعا. وذكر «هولاند» أن القوات الفرنسية نفذت ضربات جديدة على معاقل المسلحين خلال الليل، وقدّر أن هذه الغارات «حققت هدفها». وفي قراءة لهذه الزيارة تحدّثت تقارير صحفية فرنسية أن القيادة العسكرية تنظر في احتمال إشراك مقاتلات «رافال» الست الموجودة في القاعدة الفرنسية ب «أبو ظبي» في المهمة القتالية بمالي. وأبلغ مسؤول أمني فرنسي للصحفيين أن الجنود الموجودين في الإمارات «لا يشاركون في العملية، لكنهم على استعداد تام للانضمام إلى الوحدات المرابطة في باماكو». وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، «أكمل الدين إحسان أوغلو»، عبّر عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده مالي، معتبرا أنه «سابق لأوانه»، كما دعا جميع الأطراف إلى العودة إلى «المفاوضات المباشرة» التي قادها رئيس «بوركينا فاسو»، والتي كانت قد بدأت في «واغادوغو»، في 4 ديسمبر من العام المنقضي. وحثّ «أوغلو» كافة الأطراف على ضرورة «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحرج» بغية «الوصول إلى تسوية سلمية للصراع». أما الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، فقد تحادث حول الأزمة المالية مع رئيس كوت ديفوار، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، «الحسن واتارا»، الذي أطلعه عن تنظيم القمة المقبلة للمجموعة السبت المقبل ب «أبوجا». كما تحادث مع وزير الخارجية الفرنسي، «لوران فابيوس»، الذي أطلعه عن العمليات العسكرية الفرنسية التي تمت مباشرتها تلبية لطلب مستعجل وجهه مالي. في هذا الصدد عبر «بان كي مون» عن أمله في أن تساهم هذه الإجراءات في مواجهة آخر هجوم لهذه الجماعات بينما لا تزال الجهود متواصلة من أجل التطبيق الكامل للائحة مجلس الأمن رقم 2085 الرامية إلى عودة النظام الدستوري في مالي واسترجاع وحدته الترابية. واستطرد: «هذه الأحداث الأخيرة تؤكد الضرورة الملحة لتطبيق كافة جوانب اللائحة لاسيما الدعم الواجب تقديمه لجهود وساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وإعداد خارطة طريق توافقية من أجل الفترة الانتقالية و دعم البعثة الدولية لدعم مالي وقوات الدفاع المالية».