لم يستبعد الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، إمكانية الدخول بمرشح للحزب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، مثلما ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية مقاطعة هذا الاستحقاق على الرغم من أنه وصفه ب "الفرصة المهمة"، واعترف ربيعي في ذات السياق بعدم حصول توافق في وجهات النظر داخل مجموعة ال 14 حول آلية التعامل مع موعد 2014. انتقد أمين عام حركة النهضة، كعادته، الخيارات الاقتصادية للحكومة التي قال إنها لا تزال تعتمد كليا على الريع البترولي، داعيا إلى ضرورة فتح أبواب الحوار وتبني "رؤية واضحة" بخصوص المطالب الاجتماعية والحركات الاحتجاجية في عدد من القطاعات، وشدّد كذلك على أهمية اتخاذ تدابير ناجعة في مجال توفير مناصب الشغل والقضاء على أزمة السكن ومحاربة كل أشكال الفساد المالي والإداري. وعلى الصعيد السياسي أوضح فاتح ربيعي بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة "فرصة لإحداث حالة إقلاع عن حالة التدهور"، مطالبا ب "تنظيم انتخابات رئاسية مفتوحة يُعبّر من خلالها الشعب الجزائري عن إرادته الحقيقية فينتخب رئيسا لكل الجزائريين يكون قادرا على تشكيل حكومة وفاق وطني ويوفر أجواء تعديل دستوري يشارك فيه الجميع دون إقصاء"، وأمام إقدام حزبه على عقد المؤتمر الخامس بدا أمينه العام متفائلا بأن تكون الحركة "رقما سياسيا فاعلا لا يمكن تجاوزه". ومن هذا المنطلق سألت "الأيام" الدكتور ربيعي عن كيفية التعامل مع الانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل حديث عن عدم توافق داخل مجموعة ال 14 التي تطلق على نفسها اسم مجموعة الأحزاب والمنظمات للدفاع عن الذاكرة والسيادة، فردّ بالتأكيد على أنه "كلنا أحزاب معارضة وهذا يجعلنا متفقين على الرؤية التحليلية لكن الاختلاف قائم على كيفية مواجهة الواقع بمساعي ضمان انتخابات رئاسية مفتوحة"، معتبرا الاختلاف بمثابة "أمر طبيعي لأن لكل حزب مؤسساته ونحن سنواصل النقاش حول هذا الأمر". إلى ذلك ترك المتحدّث الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات بشأن الخيارات المنتظرة في الرئاسيات بما في ذلك خيار المقاطعة أو إمكانية أن تتقدّم الحركة بمرشح لها "نحن لدينا كفاءات ورجال وندرس الآن كل الخيارات المطروحة، كما يمكننا أن نسير مع شركائنا، لكن ما يهمنا الآن هو أن نضمن انتخابات غير مغلقة".