أعلن أول أمس، 700 فنان بريطاني، ومنظمة "ميسا" العالمية التي تضم 30 ألف باحث علمي هي الأخرى، مقاطعة "إسرائيل"؛ بسبب الانتهاكات المتواصلة بحق الفلسطينيين. وقال هؤلاء الفنانون إنهم سيرفضون أية دعوة "مهنية" من إسرائيل، وسيرفضون أي تمويل من مؤسسات إسرائيلية حتى "انتهاء الاضطهاد الاستعماري للفلسطينيين". وجاء الإعلان في رسالة نشرت في صحيفة "غارديان" البريطانية، ومن بين الموقعين عليها: الموسيقيان "برايان إينو"، و"ريتشارد اشكروفت"، والمخرج السينمائي "كين لوتش"، والممثلة اليهودية "مريام مارغوليس". وأدان الفنانون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي الذي دام 51 يومًا، وخلف آلاف الشهداء والجرحى، واتهموا الاحتلال الإسرائيلي بالقصف المتعمد للمؤسسات التربوية والثقافية الفلسطينية. وكان المخرج السينمائي البريطاني "كين لوتش" دعا قبل شهور إلى مقاطعة كل الفعاليات الثقافية والرياضية المدعومة من "إسرائيل"، وأدان الولاياتالمتحدةوبريطانيا لدعمهما ل"إسرائيل". وانتقد "لوتش" الحكومة البريطانية، ودعاها إلى حظر تصدير السلاح إلى "إسرائيل". وقال إنه يأسف لأن بلده بريطانيا يتبع قوة متنمرة مثل الولاياتالمتحدة، ثم قال: "لكننا لسنا عاجزين؛ بل نستطيع العمل معًا". وحينها نقلت صحيفة "سكرين ديلي"عن "لوتش" قوله: "إن إسرائيل يجب أن تصبح دولة منبوذة". من جهته، رحب النائب الفلسطيني جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، بقرار الفنانيين البريطانيين بمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي. وعدّ الخضري في تصريح صحفي السبت، القرار خطوة عملية مهمة في سبيل الوقوف في وجه سياسات "إسرائيل" العدوانية بحق الشعب والقضية الفلسطينية. وشدد الخضري على ضرورة توسيع دائرة المقاطعة، سواء لفناين أو أكاديميين أو غيرهم من الفئات، باعتباره من الأسلحة المهمة في مواجهة الاحتلال وسياساته الذي يخشاه بشكل كبير جدًا. وجدد تأكيده ضرورة حشد الدعم الدولي والعمل على إنهاء الاحتلال والحصار ومقاطعة إسرائيل، مشيرًا إلى مدى تأثير هذه المقاطعة على إسرائيل التي تبني سياساتها على العلاقات الخارجية القوية مع العالم. كما ثمن الخضري إدانة الفنانين للعدوان على غزة واعتباره من أولى أسباب مقاطعة إسرائيل وتحميلها المسؤولية الكاملة عما ارتكبته من جرائم بحق المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ والمؤسسات والبيوت وكل ما هو فلسطيني. وفي إطار اتساع دائرة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، أقرت جمعية دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية (MESA)، السبت، بالأغلبية الساحقة إدراج مقاطعة "إسرائيل" على مؤتمرها السنوي العام، وصوت 561 عضوًا إلى جانب القرار وعارضه 152. ويعتبر القرار انتصارًا لدعاة مقاطعة "إسرائيل"، وجاء بالرغم من نشاط دبلوماسي إسرائيلي مكثف بمشاركة محاضرين إسرائيليين لإحباطه. وكان رؤساء الجامعات الإسرائيلية أعربوا عن بالغ قلقهم من مشروع قرار لمقاطعة "إسرائيل" أكاديميًا سيطرح على الاجتماع السنوي لمنظمة "ميسا"، التي تضم آلاف الباحثين في موضوع الشرق الأوسط. وتعتبر منظمة "ميسا" من أهم المنظمات العالمية في هذا المجال، وتضم 30 ألف محاضر في موضوع الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في وقت سابق عن رئيس اتحاد رؤساء الجامعات الإسرائيلية، رئيس الجامعة العبرية، "مناحيم بن ساسون" قوله إن قرار المقاطعة سيكون له انعكاسات خطيرة، ويعني أن المحاضرين سيقطعون علاقتهم بالمؤسسات البحثية الإسرائيلية، معربًا عن أمله بأن يكون دعاة المقاطعة أقلية. واتهم مسؤولون إسرائيليون وفق الصحيفة، منظمة "ميسا"، بأنها معروفة بنزعات معادية لإسرائيل بشكل واضح وصريح. وقالوا إن الحديث يدور بشكل عملي عن منظمة مناصرة للفلسطينيين. وأوضحت الصحيفة أن ممثلي الجامعات ووزارة الخارجية يجرون اتصالات حثيثة مع محاضرين مؤثرين في المنظمة الأمريكية، من أجل إحباط قرار المقاطعة. واعتبر هؤلاء "قيام المنظمة بإغلاق أبوابها أمام المحاضرين الإسرائيليين، سيكون له نتائج سلبية واسعة".وكان أكثر من 400 بروفيسور في مجال الدراسات الإنسانية "الأنثروبولوجيا"، معظمهم من جامعات أمريكية مشهورة، وقعوا مذكرة في أكتوبر العام الماضي، أدانوا فيها الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان. وطالبوا فيها بانسحاب "إسرائيل" من الأراضي الفلسطينية وإنهاء الاحتلال فورًا، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم التي أبعدوا عنها، وإعطاء حقوق كاملة للمواطنين العرب داخل "إسرائيل".