لا يزال ملعب 5 جويلية 38 سنة بعد تشييده فوق أعالي العاصمة في سياق الثورات الثلاثة مبعثا للأحلام والطموحات: لاعبون أسطوريون لعبوا على أرضية هذا الملعب إيطاليون وفرنسيون واسبانيون وجزائريون بالخصوص، وهي مقابلات لا تنسى وتبقى راسخة في الذاكرة الجماعية خاصة لدى محبي كرة القدم. منذ تشييده سنة 1971 لعب فوق أرضية ملعب 5 جويلية العديد من مشاهير كرة القدم أمثال «ميشال بلاتيني» الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع جوفنتوس تورينو و«ريفيلينو» وساحرو السامبا البرازيليون سنة 1972 وبايرن ميونخ بأرمادة نجومه لا سيما منهم «برايتنر» والعديد من اللاعبين الكبار الآخرين. وخلال 38 سنة من الوجود لا يزال ملعب 5 جويلية يسدي خدماته لكرة القدم. في سنة 1972.. البداية بتدشين المركب الأولمبي ل 5 جويلية وبدأ كل شيء في سنة 1972 مع التدشين الرسمي للمركب الأولمبي ل 5 جويلية بحضور العديد من اللاعبين المغاربة في تلك الفترة إلى غاية المقابلة الأخيرة التي أجريت في شهر أوت المنصرم بين المنتخب الوطني والأوروغواي، واعتبر المدير العام لديوان المركب الأولمبي «نور الدين بلميهوب» أن الملعب الذي تم تجديده أصبح في أتم الاستعداد لاستقبال المباريات الكبرى في إطار البطولة الوطنية والمواجهات الدولية الكبيرة". مؤكدا : "ستكون الأمور كما في السابق أثناء اللقاءات العاصمية الكبيرة"، والمسؤول كان يشير في الصدد ذاته إلى سنوات مجد الكرة الجزائرية خلال السبعينيات والثمانينيات. ما بين 1972 إلى 1980.. ملعب 5 جويلية مسرحا لتظاهرات رياضية كبيرة ما بين سنة 1972 تاريخ تدشين الملعب إلى غاية سنة 1980 لعب فوق أرضية 5 جويلية أكبر نجوم كرة القدم الأوروبيون والجنوب أمريكيون، فالمحظوظين الذين تنقلوا إلى الملعب في تلك الفترة تابعوا خلال سهرات رياضية خالدة المواجهات المثيرة والعالية المستوى التي احتضنها هذا الملعب الأسطورة، وكان حارس مرمى المنتخب التونسي والنادي الإفريقي الأسطورة «عطوقة» يحب اللعب فوق أرضية ميدان 5 جويلية غير مكترث بأهازيج الجماهير والمناصرين، وأكد «عمار» في الصدد ذاته: "في تلك الفترة كان الجمهور يتنقل إلى ملعب 5 جويلية لمتابعة مقابلة في كرة القدم بكل ما تحمله من معنى للاستمتاع بفنيات لاعبين من طراز «بطروني» و«عيساوي» و«باشي» و«عنان» وغيرهم كثير على غرار «مزياني»"، مضيفا: "كما أن ملعب 5 جويلية كان مسرحا لتظاهرات رياضية كبيرة صنعت مجده و شهرته كالألعاب المتوسطية لسنة 1975 والميدالية الذهبية التي افتكها المنتخب الوطني عن كل جدارة واستحقاق بعد مقابلة نهائية تبقى في الذاكرة جمعته بالمنتخب الفرنسي إلى جانب تجمعات في ألعاب القوى ذات البعد العالمي ومقابلات كرة قدم سجلها التاريخ"، وأوضح المتحدث في الصدد نفسه: "مولودية الجزائر واتحاد الجزائر أو مولودية الجزائر وشبيبة القبائل كانت مقابلات القمة التي كانت تستقدم حشودا كبيرة من الجماهير التي تغزو مدرجات ملعب 5 جويلية"، مبرزا في الشأن ذاته: "مع ذلك كان الجميع يخرج من الملعب مبتهجا ومرتاحا بعد الاستمتاع بمقابلة في كرة القدم ولا يهم من كان خاسرا أو رابحا ". استعادة أجواء اللقاءات العاصمية وعاش هذا الملعب الذاكرة في المستقبل مواجهات ولقاءات أخرى كثيرة بعد أن تم وضع أرضية معشوشبة جديدة، وقد اتخذت مديرية المركب الأولمبي الإجراءات الضرورية من أجل ضمان التنظيم الجيد للقاءات المحلية العاصمية بملعب 5 جويلية حسبما أكده «نور الدين بلميهوب»، وأضاف في الشأن ذاته: "ملعب 5 جويلية الذي استعاد أجواء اللقاءات المحلية الجميلة لدى احتضانه اللقاء الذي كان في مستوى التطلعات خاصة المباراة الأولى بين اتحاد الحراش ونصر حسين داي، وقد اتخذت مديرية ديوان المركب الأولمبي كل الاحتياطات والتدابير التنظيمية لتجعل من هذا اللقاء احتفالا حقيقيا لكرة القدم الجزائرية". وصرّح مناصر سابق في الصدد ذاته: "لكي يعود ملعب 5 جويلية إلى سابق زمانه خاصة في الثمانينيات ينبغي أن يكون اللاعبون والمناصرون في المستوى ويؤدوا ما عليهم". مقابلات لا تنسى وتبقى راسخة في الذاكرة وفي الواقع ملعب 5 جويلية الذي يحتفل بعيده الأربعين هو واحد من 12 ملعبا تابعا للديوان الذي أنشئ في شهر نوفمبر سنة 1971 تحت شكل مؤسسة عمومية ذات الطابع الإداري، وتم تحويله فيما بعد إلى هيئة عمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري بموجب المرسوم التنفيذي 91-48 المؤرخ في 30 جانفي 1990 المعدل والمتمم بأمر الإنشاء. وأوضح في «بلميهوب» في الصدد ذاته: "ملعب 5 جويلية، مركز الإيواء، ملعب ألعاب القوى، المركب البحري، نادي التنس، القاعة البيضاوية، مركب التنس بباش جراح، المركب الرياضي النسوي لبن عكنون، قاعة حرشة، قاعة الغولف ومسبح الفاتح ماي هي الوحدات ال 11 التي يسيرها ديوان المركب الأولمبي". واحتضن ملعب 5 جويلية مقابلات أسطورية دخلت التاريخ منذ تدشينه في سنة 1972 كلقاءات نهائية مثيرة لرسم منافسة كأس الجمهورية بين مولودية الجزائر واتحاد الجزائر سنة 1973 «4-2» والألعاب المتوسطية سنة 1975 الجزائر وفرنسا «3-2»، كأس إفريقيا للأندية سنة 1976 بين مولودية الجزائر وحافيا كوناكري «3-3» ثم فوز مولودية الجزائر بركلات الجزاء، نهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 1990 الذي فاز به المنتخب الوطني أمام نظيره النيجيري «1-0». وهي مقابلات لا تنسى وتبقى راسخة في الذاكرة الجماعية خاصة لدى محبي كرة القدم والآن تقع على عاتق اللاعبين الشباب مهمة صعبة تتمثل في المساهمة في استمرار تقاليد المواجهات الرياضية الكبرى والمنافسات العالية المستوى التي كان ملعب 5 جويلية مسرحا لها.