بدا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي منقسمين أول أمس، حيال مقترح الرئاسة السويدية باعتبار القدسالشرقية عاصمة لأي دولة فلسطينية في المستقبل قبيل انطلاق اجتماعاتهم في بروكسل أمس، وخلا بيان الوزراء الأوروبيين في ختام اجتماعاتهم من أي إشارة إلى القدس والاكتفاء بالدعوة إلى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. يوسف الشايب أوضح المواقف الأوروبية حيال القدس جاءت بلسان وزير خارجية لوكسمبرغ جان أسلبورن لدى وصوله إلى الاجتماع أول أمس، لافتا إلى أن القدسالشرقية "ليست تابعة لإسرائيل"، وقال أسيلبورن "نقر جميعا، في الخطابات، بأن القدسالشرقية محتلة. وإذا كانت محتلة فهي غير تابعة لإسرائيل" وأضاف "لا أفهم عدم اعتراف إسرائيل بأن فلسطين تتكون من الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية"، داعيا الأوروبيين والولايات المتحدة إلى التحدث ب"لهجة واضحة". وزير خارجية فنلندا ألكسندر ستاب أكد أنه سيؤيد هذا النص، مبينا أن للاتحاد الأوروبي التزامات ومبادئ ينبغي أن يلتزم بها تجاه الشرق الأوسط، وهذه الالتزامات متعلقة بالحل القائم على دولتين، كما أنها متعلقة بوضع القدس، ومتعلقة أيضا بالوقف الكامل للاستيطان، وقال "أعتقد أن الرئاسة السويدية طرحت وثيقة ممتازة للغاية بشأن الشرق الأوسط". لكن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عبّر عن مقاربة مختلفة حول قضية القدسالمحتلة التي اعتبر أنها لا ينبغي أن تحسم "من جانب واحد" ويجب أن تكون موضع "تفاوض"، وقال "سندعم كل ما يشجع الطرفين على الجلوس من جديد حول طاولة المفاوضات". ومن المقرر أن يُعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير موقف فرنسا، إلا أن "الأولوية" بالنسبة لباريس، وفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية، هي أن تصل الدول ال27 إلى نص يشجّع على استئناف المفاوضات بين الطرفين. وفي رام الله، دعت الحكومة الفلسطينية أمس الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور أكبر في جهود إحياء عملية السلام من خلال تبني مواقف أكثر وضوحاً وأكثر تماشياً مع القانون الدولي والشرعية الدولية، التي تعتبر القدسالشرقية جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة 1967. وفي باريس، اعتبرت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني أن مشروع بيان الرئاسة السويدية الذي يُؤيّد إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية "خطأ" يسيء إلى تسوية السلام. وفي خضم حربها لتغيير الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة، عمدت إسرائيل الشهر الماضي إلى هدم 14 منزلا، حسب تقرير لمركز جمعية الدراسات العربية بالقدس، أوضح أن الاحتلال سلّم إخطارات بهدم 170 منزلاً آخر في أنحاء المدينة المقدسة.