تحول موكب تأبين قتيلين من قوات الأمن التونسية إلى مظاهرة طردت خلالها حشود من رجال الشرطة والحرس كلا من الرئيس المؤقت منصف المرزوقي ورئيس الحكومة المؤقتة علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، متهمين إياهم "بالجبن وعدم الصرامة مع الإرهاب." وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إنّ كلا من الرؤساء الثلاثة وعدد أعضاء الحكومة اضطروا إلى مغادرة "موكب تأبين رسمي لشهيدي الحرس الوطني بثكنة العوينة وذلك في أعقاب احتجاجات أعوان أمن وحرس وممثلي نقابات أمنية." وتحول موكب تأبين القتيلين الذين سقطا الخميس في اشتباكات مع مسلحين قال وزير الداخلية إنهم سلفيون جهاديون، في منطقة قبلاط إلى شبه مسيرة. وقالت مصادر إنّ وزير الداخلية لطفي بن جدو حاول إقناع قوات الأمن الحاضرة بتجاوز الأمر وحملهم على القبول بحضور الرؤساء الثلاثة، إلا أن النقابات رفضت مطالبة بمغادرة الجميع باستثناء وزير الداخلية. وكانت الأجواء في ثكنة العوينة عادية إلى حين جلب جثماني القتيلين وتسجيتهما بالعلم التونسي في ساحة الثكنة غير أنه بعد مرور قرابة ربع ساعة من الانتظار تحت شمس حارقة تصاعدت مشاعر الاحتقان لدى مجموعة من أعوان الحرس الذين رفعوا شعارات تطالب بسن قانون حوادث الشغل والإسراع في معالجة جرحى الشعانبي ليتحول الأمر لاحقا إلى المطالبة برحيل المشاركين في حفل التأبين، رافعين شعار "ديغاج" الشهير الذي رفع في وجه الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وحمّل الغاضبون الرؤساء الثلاثة مسؤولية "ما آل اليه الوضع من تردّ ورفضوا قبول العزاء من الحكومة. وبرر نائب كاتب عام النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي نبيل اليعقوبي غضب زملائه برفض ما اعتبره "متاجرة السياسيين بدماء شهداء الوطن." وقرر الرئيس المرزوقي إعلان السبت يوم حداد في البلاد حيث تنكس الأعلام في جميع المقرات.