الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان و أحواض السمك، وتعرف اختصارا ب"إيازا" تأخذ على عاتقها حماية سلالة وفصائل الحيوانات الضعيفة والمهددة بالانقراض. لقد تم تأسيس "البرنامج الأوروبي لحماية الأنواع المهددة بالانقراض" لضمان مستقبل قابل للحياة لتلك الفصائل من الحيوانات، من بينها الزرافات، على الرغم من تعرض بيئتها للتدمير والصيد الجائر للحيوانات البرية. توفر مؤسساتنا أفضل معايير الرعاية والاهتمام لأكثر من 700 زرافة بعهدتها في حدائق الحيوانات الأوروبية ،ويشمل ذلك حديقة كوبنهاغن، حيث تراقب "إيازا" عن كثب عمليات التكاثر لضمان حصول تلك الفصائل على التنوع الجيني الذي تحتاجه، ما يمنحها أفضل فرص البقاء على المدى البعيد. في حين نتفهم استياء بعض الجماهير من عملية القتل الرحيم لزرافة في حديقة كوبنهاغن، إلا أن حماية تلك الفصائل ككل تبقي ضمن سلم أولوياتنا، وللأسف فإن مواردنا محدودة، ونتيجة لذلك فإن اهتمام "البرنامج الأوروبي لحماية الأنواع المهددة بالانقراض" ينصب على الصحة الوراثية العامة للحيوانات في عهدتها. وهذا يعني أنه في حالات نادرة (5 حالات بين الزرافات في عهدة إيازا منذ بدء العمل بتسجيل البيانات عام 1828) اقتضت الضرورة على الإدارة التخلص من تلك الحيوانات بواسطة القتل الرحيم، عليك مقارنة ذلك بأكثر من 60 مليار حيوان يقتلون سنويا حول العالم لأجل الاستهلاك البشري. تكاثر الحيوانات داخل حدائقنا مشكلة خطيرة قد تؤدي لتوارث الجينات، ما يزيد من قابلية تعرض تلك الحيوانات للأمراض والحالات المرضية المزمنة الأخرى التي تهدد مستقبل الفصائل تحت رعايتنا. أما في ما يخص الحلول البديلة، فمسؤوليتنا لا تسمح لنا بالتوصية لتحويل حيوانات تحت عهدتنا إلى حدائق حيوانات أخرى لا تخضع لحمايتنا وغير عضو بجمعيتنا، ما يعني لأنها لا تخضع لنفس المعايير الصارمة المتبعة لدينا للتزاوج بين الحيوانات ورعايتها، فتحويلها خارج شبكتنا ليست الحل لكون حيوان واحد غير مناسب للتناسل، أما خيار منع الحمل للإناث فهو أمر قد تكون له تبعات. إخصاء الحيوان الذكر أيضا قد تكون له أعراض جانبية، كما أن يحتكر مكانا من الممكن استخدامه لحيوان آخر سليم يمكن أن يساهم في مستقبل فصيلته.، أما خيار إعادته للبرية، فهو غير وارد نظراً لما يتسبب فيه من وفاة مبكرة لذلك الحيوان جراء رحلة طويلة مرهقة يقطع خلالها الالاف الكيلومترات، كما أن إعادة تأهيله للتأقلم على الحياة هناك عملية طويلة ومعقدة، لا نلجأ إليها بتوصية من الهيئة العالمية للحفاظ على البيئة. تمت دراسة كافة هذه البدائل ولم يجد أي منها، كما أن موقف "إيازا" تدعمه الهيئة العالمية للحفاظ على البيئة، فالأولى لا تلجأ لخيار القتل الرحيم بسهولة، ويحزننا بشدة نفوق حيوان تحت رعايتنا، ورغم ذلك، فإننا ندعم بقوة قرار "حديقة كوبنهاغن"، والتي لها سجل مثالي بالرفق بالحيوان، والرفاه، والتعليم والبحث .. لقد كلفتها شفافيتها الكثير من الألم، حضر 7 ألف زائر إلى الحديقة يوم الأحد، بجانب 15 محتجا ظلوا بالخارج. الجمهور في كوبنهاغن تحدث بواسطة شباك التذاكر وغادروا وهو أكثر دراية وعلما بشأن التهديدات الحقيقة التي تعترض الحفاظ على الزرافات في البرية.