تجهل أكثرية سكان نيويورك وجود جزيرة صغيرة في أقصى شرق حي برونكس، يتعذر الوصول إليها وتضم أكبر مقبرة جماعية، دفن فيها حتى الآن حوالي مليون شخص. ومع مقابر لأطفال ولدوا ميتين أو توفوا بعد فترة وجيزة من ولادتهم ومدافن لفقراء ومشردين، تعتبر جزيرة "هارت أيلاند" أحد أكبر المدافن في الولاياتالمتحدة وأقلها استقبالاً للزوار. كما أن التأمل أمام ضريح الأشخاص المتوفين داخل هذه المدافن يبدو صعباً، إذ لا وجود فيها لشواهد القبور ولا للأسماء. ويتم في "هارت أيلاند" الإشارة إلى كل مدفن جماعي بعلامة بيضاء صغيرة، أحياناً تكون مصنوعة من البلاستيك. ويتم دفن الموتى في هذا المكان من جانب معتقلين في سجن "رايكرز أيلاند" بواقع أربعة أيام أسبوعياً بعيداً عن الأنظار. كما يدفن حوالي ألف طفل في نعوش صغيرة من خشب الصنوبر يتم التعريف عن أصحابها بأرقام وفي مدافن جماعية منفصلة. وما زال الغموض يلف هذا المكان والآراء تتفاوت عن سبب منع دخول الزوار، ففي حين ترجع وزارة السجون السبب إلى عدم سوء وضع البنى التحتية في هذه الجزيرة ذي الأبنية المهجورة، تؤكد ميليندا هانت مديرة مشروع "هارت ايلاند بروجكت" الذي يوثق منذ سنوات ما يجري في المكان أن السبب يرجع إلى تمثيلها حقبة مأساوية في التاريخ.