نشرت كتائب القسام عبر موقعها الإلكتروني بعض من شهادات مقاتليها العائدين من خطوط النار عن مواقف حدثت لهم يفتخرون بها و أضهرت جبن جنود الاحتلال المتشبثين بالحياة وعبّر مقاتلو القسام الذين تركوا من خلفهم العشرات من إخوانهم المرابطين على الثغور المتقدمة، عن مدى فخرهم واعتزازهم بقيادة القسام التي دعمتهم على المستوى الاستخباري والعملياتي، وأعدّتهم لمثل هذه المعركة تدريباً وتسليحاً وإسناداً. يقول القائد الميداني أ.أ الذي يقود مجموعة من وحدة النخبة: "لقد شاهدنا آيات الله وكراماته للمجاهدين، فالمقاتلون يثبتون وسط القصف والتدمير، ولا يأبهون بسياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الجبناء الصهاينة، حتى إنّ أربعة من المجاهدين بقوا لعشرة أيام صائمين، لا طعام ولا شراب، متمترسين في خندقهم، حتى أغلقت دبابة صهيونية فتحة الخندق "الدشمة" من فوقهم لأيام، ثم عادوا بعد انسحاب هذه الدبابة سالمين غانمين!". ويضيف قائلاً: "لقد طلبت من أحد المجاهدين الذي بدا عليه الإعياء أن ينسحب إلى خطوط المواجهة الخلفية، فرفض رفضاً قاطعاً، وقال: لن أعود إلا بعد أن أظفر بقتل العدو وأسمع صراخ جنوده، أو أُحمل إليكم شهيداً، فما كان مني – يقول القائد- إلا أن أستجيب لطلبه". أما المجاهد ش.ش فيروي ما شاهده في معركة الالتحام المباشر شرق بيت حانون، فيقول: " لم أكن أتصور أن يكون الجندي الصهيوني جباناً إلى هذا الحد، فوالله ما إن نخرج له من حيث لا يدري إلا ويفرّ هارباً صارخاً، فنصيبه في الظهر، فتتدخل المدفعية الثقيلة للتغطية على هروبه، وقد سمعت بأذني صراخ الجنود وعويلهم عند سماعهم انفجاراً بجانبهم مع أنّهم يحتمون بآلية عسكرية مصفّحة بكل أنواع التحصين" . ويقول المجاهد مستطرداً: "إن عزائم إخواني المقاتلين تناطح عنان السماء، وهم في حالة معنوية رائعة وغير مسبوقة، وكلّهم يسابق إلى الاشتباك والمواجهة مع الجنود الصهاينة، وقد حظيت في إحدى المرات بقتل جنديين من مسافة 10 متر وعدت إلى خندقي وبقيت فيه أياماً" . ويضيف: "في إحدى المعارك التي خاضها إخواننا في مجموعة أخرى وكنا بالقرب منهم، قام أحد إخواني المجاهدين بتفجير عبوات مضادة للأفراد في مجموعة لا تقل عن 10 جنود كانوا يسيرون خلسة ملتصقين بجدار أحد المنازل، فتمزقوا أشلاءً، وبقيت أشلاؤهم في الشارع لساعات ولم تتدخل أي قوة صهيونية لنجدتهم إلا بعد أن مسحت المربع السكني بالمدافع والطائرات!". ويختم المجاهد بالقول: لا رغبة للجنود الصهاينة بالقتال، وهم يرتجفون ويخافون من أية ورقة طائرة أو كيس فارغ، وحتى إن أحدهم كان يسير تحت جدار أحد المنازل فانفتحت النافذة الحديدية لهذا المنزل، فاستلقى على الأرض منبطحاً جراء صوت النافذة، وأخذ يطلق الرصاص بشكل جنوني حتى أفاق بأن الأمر لا يعدو كونه نافذة انفتحت بسبب الهواء!" . أما المجاهد س.أ قائد وحدة نخبة –شارك في تدمير الناقلتين شرق التفاح- فيروي قصة عجيبة، إذ يقول: "خرجت مع عدد من إخواني المجاهدين خلف خطوط القوات الصهيونية، وباغتنا إحدى الناقلتين، فأجهزنا على من فيها، وتفاجأنا بأن جنود العدو في الناقلة الثانية - التي كانت تبعد مسافة لا تتجاوز 20 متراً – كانوا يرون خلسة ويسمعون ما يجري لزملائهم في الناقلة الأولى، وباب الناقلة مفتوح ولكنهم لا يجرؤون على الخروج لنجدة زملائهم وينتظرون مرتجفين ما ستؤول إليه المعركة مع تلك الناقلة! ". ويضيف المجاهد: "سارعنا إلى الناقلة الأخرى، وعند اقترابنا لمسافة صفر، خرج قائد القوة الصهيونية وفي يده قطعة السلاح، فوضعها في صدري، لكنّه كان يرتجف أمام تكبيراتنا، وكان الرعب يسيطر عليه ويرتعد بشكل غريب، حتى إنه لم يستطع الضغط على الزناد من شدة الرعب، فخلّصت نفسي من بندقيته وقتلته على الفور". وفي حادثة أخرى يقول المجاهد و.ح الذي شارك في كمين قُتل فيه ثمانية جنود صهاينة شرق حي التفاح أيضاً قبل أيام، إذ يقول المجاهد –من وحدة النخبة- خرجنا إليهم من مسافة 700م وتقدمنا نحوهم وهم في حالة من الترقب، فباغتناهم برصاصنا وقنابلنا من مسافة صفر، فقفز أحدهم هارباً دون تفكير وهو يصرخ: يارب يارب يا أمي يا أمي! وقد أجهزنا على ثمانية جنود قمنا بعدّهم عداً، وعدنا على الفور حسب تعليمات غرفة القيادة". هذا طرف من روايات مجاهدي القسام حول بطولاتهم، وهو غيض من فيض، ولا زال العشرات بل المئات من المجاهدين الذين يحملون في ذاكرتهم روايات كثيرة حول معارك الالتحام التي جرت على أكثر من سبعة محاور على حدود قطاع غزة. يذكر أنّ كتائب الشهيد عز الدين القسام قد أحصت حتى الآن 91 جندياً صهيونياً قتلهم مجاهدو القسام في معارك الالتحام المباشر فقط، منذ بدء الهجوم البري الصهيوني على قطاع غزة، إضافة إلى عشرات الجرحى، فيما يكتفي العدو حتى الآن بالاعتراف بنصف هذا العدد، إضافة إلى أن القسام يؤكد أنّ ما أحصاه من قتلى لا يتضمن أولئك الذين قتلوا في استهداف الآليات وفي المقذوفات الصاروخية