اشتكى محسن بلعباس، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، للسفير الفرنسي اندري بارين، من غياب الديمقراطية في الجزائر، وقال “لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن وجود ديمقراطية بالجزائر، بسبب غياب الإرادة لدى السلطة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة"، على حد تعبيره. وقال بلعباس في لقاء جمعه بالسفير الفرنسي في مقر الحزب، أمس، وفقا لما نشره موقع الحزب، إنه وبالرغم من تنظيم السلطة للانتخابات فإن المنتخبين لا يمارسون الحكم في الغالب، بسبب احتكار السلطة لأدوات صنع القرار في معرض توضيحه لتقييم الأرسيدي للوضع السياسي في البلاد وهو التقييم المبني أساسا على اعتبار الإصلاحات التي قامت بها السلطة بعد أحداث جانفي 2011 فاشلة. هذا التقييم السلبي لواقع الساحة السياسية في الجزائر، طال أيضا وضع المعارضة التي تحدث بلعباس عن تعرضها للقمع والتضييق على نشاطها من طرف السلطات، المتهمة حسبه بالتضييق على الحريات بصفة عامة، ويأتي هذا الكلام رغم أن الأرسيدي قرر الدخول في الانتخابات المحلية. ومع أن تصريحات الأرسيدي ترددها العديد من أحزاب المعارضة والشخصيات السياسية في البلاد، إلا أن الغريب فيها أنها صدرت في لقاء جمع قيادة الحزب بسفير دولة أجنبية يفترض أن تقتصر مهمته داخل التراب الوطني على خدمة مصالح بلده بدل التدخل في خصوصيات السياسة الداخلية. والأغرب من هذا أنها جاءت من حزب دأب دائما على نشر “الغسيل الوسخ" في مكاتب السفارات والغرف المغلقة، بدل التوجه به إلى الشارع الوطني الذي خذل الحزب في أكثر من مناسبة، خصوصا أيام المسيرات التي كان يدعو إليها سعدي في ساحة أول ماي بالعاصمة كل يوم السبت والتي لم تجد صدى لها، إلا لدى بعض مناضلي الأرسيدي الذين قال زعيمهم سعيد سعدي يوما ما إنه فقد الثقة في الشعب الجزائري ليعيدها في 2011 بعد البرود الذي تعاطى به الشارع مع دعواته ل«الثورة". وبخصوص العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، يرى خليفة سعيد سعدي، زن تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التنمية الاجتماعية الاقتصادية بناء على المصلحة المشتركة للشعبين الجزائري والفرنسي، كفيل بتجاوز الشوائب التي تلوث الذاكرة الجزائرية الفرنسية. وعن الأزمة المالية، تأسف بلعباس لما اعتبره قبول الجزائر لحركة أنصار الدين “الإرهابية" كطرف محاور وتهميش الحركة الوطنية لتحرير الأزواد في المحادثات المتعلقة بتسوية النزاع في شمال مالي. وقد حضر اندري بارين إلى مقر التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية رفقة ماري دومولين، مستشارة الشؤون السياسية وسيباستيان فقارت، مستشار الشؤون الإعلامية. في حين حضر عن الأرسيدي حسن مزواد ورابح بوستة، الأمناء الوطنيين للإدارة والتنظيم على التوالي. نبيل بوحبيلة