وزير الشؤون الدينية والأوقاف أفتى في أمرين: الأمر الأول: عدم فاعلية الأئمة الذين يكونهم ويرسلهم. والأمر الثاني: أن تحولات المجتمع تجاوزت هؤلاء الأئمة! هذا ما أدركه الوزير الذي يترأس القطاع منذ أكثر من 15 سنة ويهدد وزير التربية الأسبق بن بوزيد بتحطيم رقمه القياسي في مجال الاستوزار! عدم فاعلية الأئمة المراد به، والله أعلم، أن الإمام في الجامع لا يحك ولا يصك فهو يقوم بأداء الصلوات المفروضة، ويلقي خطبا دينية كما تريدها الهيئة المشرفة من دون تهييج للمشاعر ثم ينصرف إلى حاله كحال المصلين: “صل وارفع صباطك"! فهذا هو المطلوب منه، وهو ما يؤديه فأين إذا عدم فاعليته؟ إلا إذا كانت في المصلي نفسه الذي يسمع ولا يطبق! أما تحولات المجتمع التي فاقت تحولات الإمام، فهذا أيضا يحتاج لأكثر من نقطة استفهام! والنظرية برمتها ليست جديدة من ابتكار الغلام فقط، فثمة أقاويل راجت في سالف العهد والأمان تقول إن المواطنين أكثر فهما من الساسة الذين يحكمونهم، ومع ذلك لم يثبت إلى الآن ما يؤكد ذلك، بعد أن اتضح أن المواطن نفسه متأخر وناقص عقل ودين ودنيا، وقد يكونان سيّان على أساس قاعدة كما تكونوا يولى عليكم! وهذا معناه أن الإمام الذي تكون بفضل بركة الغلام، لم تفته تحولات المجتمع الذي لا يتحول إلا كما تنتقل السلحفاة! ومع ذلك، فإن الكثيرين ممتنون للغلام الذي حسب عدد رواد المساجد ب 15 مليون مصلي وهو رقم أقل مما كان يقوله في سالف العصر والآوان، حين كان يردد أن عددهم 17 مليونا، وهذا ما يفسر لغط الأرقام في هذه البلاد التي لا تستقر على رقم صحيح واحد في أي ميدان من الميادين. فلعل النقابتين المهنيتين اللتين تأسستا للدفاع عن حقوق الإمام، ستكونان كفيلتان بتحديد الأرقام الخاصة بالمصلين وبالمزكين أيضا، فعلى قدر تصاعد أرقام المصلين يزداد وزنهم وتأثيرهم، وهذا لا يحتاج الى دليل أو برهان، وإن كان سابقا للأوان معرفة ما إذا كان الامام سيسكت عن هذا الذم، وهو الحافظ للقرآن!