اضطر أعوان الحرس البلدي إلى تأجيل المسيرة التي كانت مقررة اليوم، وذلك بعد اجتماع طارئ عقده أمس المنسقون الوطنيون للحرس البلدي قبل يوم واحد من موعد تنظيم مسيرة الصمود المصادفة ليوم الشهيد، ويرجع السبب إلى حملة الاعتقالات الواسعة التي مست ما يزيد على 250 عونا في ولايات مختلفة، إلى جانب الحصار الذي فرضته قوات الأمن ومكافحة الشغب على الأعوان المتوافدين إلى بوفاريك. أكد المنسق الوطني والمكلف بالإعلام في الحرس البلدي، لحلو عليوات، في اتصال ب«البلاد"، أن الأعوان تفاجأوا بحملة الاعتقالات التي نفذت في حقهم في ولايات عديدة على رأسها سوق أهراس، تيزي وزو، بسكرةوالبليدة، إذ عمدت قوات الأمن إلى وضع حواجز أمنية لمنع الحافلات التي تقل الأعوان من ولايات أخرى باتجاه مخيم بوفاريك، كما انتشر عدد كبير من عناصر الأمن في بوفاريك وحاصروا المنطقة لمنع أعوان الحرس من دخولها والتجمع كما كان مقررا. وكشف لحلو عن اعتقاله شخصيا أول أمس يوما كاملا قبل أن يطلق سراحه ليلا، واعتبر الأمر خطوة للي ذراع الأعوان من أجل دفعهم نحو التراجع عن تنظيم المسيرة. واستنكر المتحدث ذاته، السياسة التي تنتهجها الحكومة تجاه الحرس البلدي الذي طالما دافع عن أمن البلاد أيام العشرية السوداء، منتقدا محاولتها لإظهارهم كعدو للجزائر بانتهاجها سياسة الحصار، مؤكدا أن الأعوان ينوون تنظيم مسيرة سلمية بعيدا عن أي شكل من أشكال العنف، وأضاف أنه من غير اللائق اعتقالهم من قبل من يفترض أن يكونوا زملاء لهم في الدفاع عن أمن البلاد، مشيرا إلى أن الحكومة تملك خيار فتح باب الحوار لإيجاد حلول نهائية للقضية عوض انتهاجها سياسة الترهيب في حق من كانوا ولا يزالون حماة للوطن. وجاء قرار إلغاء المسيرة، بعدما صوت أغلب المشاركين في الاجتماع على ذلك، بالنظر إلى الحصار الذي فرض عليهم والذي يمنعهم من تنظيمها، حيث يقبع العشرات من الأعوان في مقاهي مدينة بوفاريك. كما قرر ممثلو الأعوان إعطاء الحكومة مدة لا تزيد على 15 يوما لفتح باب الحوار. 800 عون من الحرس البلدي يغلقون منافذ ولاية الطارف من جهة أخرى نظم أمس ما يزيد عن 800 عون من الحرس البلدي بولاية الطارف، احتجاجا بسبب فرض الحصار عليهم لمنعهم من الالتحاق بزملائهم في بوفاريك بالبليدة تحضيرا لمسيرة الصمود التي كانت مقررة اليوم بمناسبة اليوم الوطني للشهيد. وكشف المنسق الوطني والولائي بالطارف، حسناوي زيدان، في اتصال ب«البلاد"، أن أعوان الحرس البلدي احتجوا على منعهم من مغادرة الولاية باتجاه مدينة بوفاريك، حيث كان من المفروض أن يلتحقوا بزملائهم لتنظيم المسيرة، وقاموا بغلق جميع منافذ الولاية احتجاجا على اعتقال زملائهم من قبل قوات الأمن في عدة ولايات على رأسها العاصمة. كما اعتقل المنسق الوطني عليوات لحلو، حيث رفعوا شعارات منددة بالقمع ومطالبة السلطات العليا بالتدخل، وأضاف أن الولاية عرفت استنفارا أمنيا قويا وتم وضع الحواجز الأمنية لمنع الأعوان من مغادرة الولاية باتجاه البليدة.