وصف ستيفان رافيي المستشار الجهوي لمرسيليا وعضو اللجنة المركزية لحزب الجبهة الوطنية بفرنسا، الجزائريين المغتربين ''بالحثالة'' وذلك في بيان أصدره المسؤول السياسي ذاته باسم الحزب أمس، في أعقاب ما شهدته بعض المدن الفرنسية وخصوصا مارسيليا من انزلاقات إثر انتهاء مقابلة الجزائر مع رواندا.وقال المسؤول الفرنسي في الحزب اليمني المتطرف بأن ''مصالح الأمن أدت ما عليها سعيا لاحتواء الحثالة''، فيما أشار إلى أن ما وقع في الميناء العتيق وبعض أحياء مارسيليا ''لا يتحمل مسؤوليته الهوليغانز الإنجليز''، مضيفا أن ''المسؤولية هذه المرة يتحملها جزائريو مارسيليا. كما يحبون أن يتسموا بدون عقدة''. كما أكد ستيفان أن الانزلاقات كانت متوقعة وإنها ستتكرر كما حدث في السابق حين كانت تنطلق الاحتفالات بالزغاريد ولا تنتهي إلا بالتخريب، وعرج اليميني المتطرف إلى انتقاد موقف المتحدث باسم بلدية مارسيليا الذي صرح بأن عمليات التخريب التي شهدتها المقاطعة يتحمل مسؤوليتها مجموعة من الأفراد المعروفين بسوابقهم، إشارة إلى عدم تحميل مسؤولية ما حدث إلى كل الجزائريين المغتربين الذين خرجوا إلى الشوارع احتفالا بنتيجة الفريق الوطني لبلدهم الأصلي. وفي هذا الشأن لم يكتف ستيفان بانتقاد موقف بلدية مارسيليا وراح يتهم مسؤوليها بانتهاج سياسة النعامة، متسائلا في السياق ذاته عن سر عدم اتخاذ إجراءات احترازية للحيلولة دون إقدام هؤلاء الذين يتحدث عنهم المسؤول البلدي على التخريب ليخلص المسؤول السياسي الذي وصف المغتربين ''بالحثالة'' إلى التشكيك في رواية المسؤول البلدي مفضلا التساؤل بصيغة تعميم وصف التخريب على كل الجزائريين المغتربين الذين شاركوا في الاحتفالات بالقول ''لا نعلم إن كانت مسؤولية التخريب تقع قصرا على الذين تحدث عنهم المسؤول البلدي''. وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها مسؤولون فرنسيون رسميون وشبه رسميين وصف ''الحثالة'' وغيره من الأوصاف المستهجنة على شركائهم في الجنسية والمواطنة من أصول عربية إسلامية. وكانت آخر خرجات التمييز العنصري ضد المغتربين قد أطلقها وزير الداخلية الفرنسي بريس أورفو على خلفية تصريحاته التي اعتبر فيها المهاجرين مشكلة كبيرة توضع على عاتق الجمهورية الفرنسية، وقبله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حين كان يشغل المنصب ذاته في عهد شيراك، باستعماله اللفظ ذاته الذي استعمله السياسي اليميني ضد أبناء الجالية الجزائريةبفرنسا، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في الضواحي قبل سنتين دامت قرابة الأسبوعين، قبل أن تجبر المسؤولين الفرنسيين على القيام بمراجعات جوهرية في السياسة الفرنسية حيال المغتربين من أصول مغاربية على وجه الخصوص الجزائريين منهم. وبرأي المتتبعين لشأن الجاليات في فرنسا فإن ما حدث في الضواحي قبل سنتين وما حدث في مارسيليا قد يحدث في أي بلد من العالم كما قد يصدر عن أي شاب مهما كانت جنسيته ومع ذلك يرى هؤلاء المتتبعون بأن فرنسا اليوم بصدد دفع فاتورة التمييز والاقصاء والتهميش وسياسة ''الفيتوهات'' التي خصت بها الجالية المغاربية في فرنسا عبر عقود من الزمن.