الخارجية تعتبر تصريحات مقرب من ساركوزي عملا دنيئا رفضت وزارة الخارجية التصريحات الاستفزازية لرئيس بلدية نيس واحد أقطاب اليمين الفرنسي، كريستيان استروزي قبل ثلاثة أيام وردد خلالها شعار "تحيا الجزائر الفرنسية التي أنتجها الجنرال ديغول وتبناها اليمين المتطرف في عهد جون ماري لوبان. وذكر مصدر رفيع في وزارة الخارجية أمس أن الحكومة الجزائرية لن ترد على تصريحات تدخل في سياق الاستفزاز والحنين إلى ماضي مزعوم ، وأضاف "أننا لن نقع في الاستفزازات المبنية على الحنين و الخدع الدنيئة "، موضحا أن هذه التصريحات " تعبر عن مرارة لن تحقق أي هدف لإعادة تأهيل الدور المزعوم للاستعمار الذي هو بطبيعته يدخل في إطار الإعمال الدنيئة ". وأطلق استروزي الذي شغل منصب وزير صناعة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في تجمع له حضره حركى و أقدام سود بمدينة نيس ، تصريحات استفزازية تجاه الجزائر مرددا "تحيا الجزائر الفرنسية"، التي أطلقها الجنرال ديغول ، في أول زيارة له الجزائر بعد استلامه مقاليد الجمهورية الفرنسية الخامسة، حيث أطلق نفس العبارة في خطاب ألقاه في مدينة مستغانم يوم 6 جوان 1958. وأوضح استروزي لاحقا أن خطابه الذي ردد فيه عبارة "تحيا الجزائر الفرنسية"، أمام جموع الحركى وقدماء المحاربين، في مدينة نيس التي تعتبر إحدى أكبر معاقلهم، جاء في سياق رفضه لمشروع قانون تقدم به الحزب الاشتراكي في مجلس الشيوخ الفرنسي، لاعتماد يوم19 مارس كتاريخ ''لتذكر القتلى الفرنسيين في الجزائر''، وهو تاريخ وقف إطلاق النار أثناء حرب التحرير الجزائري. ويواجه القانون رفضا كبيرا من قبل لوبيات فرنسية مرتبطة بالأقدام السوداء والحركى، بسبب زعمها أن تاريخ 19 مارس يغفل ذكرى آلاف القتلى الذين أعدمتهم جبهة التحرير الوطني بعد هذا التاريخ وغداة الاستقلال. وأضاف "لست مع واجب التوبة عن الفعل الحضاري لفرنسا قبل 1962"، بيد أنه حاول في الوقت ذاته التقليل من عبارته الصادمة في الخطاب، موضحا "لا يراودني الحنين إلى فترة الجزائر الفرنسية"، وأضاف أن"الجنرال "دوغول أحسن فعلا حين سار على الطريق الذي سلكه بعد 1962"، يقصد بذلك رضوخ الجنرال دوغول لمطلب حق تقرير المصير الذي نادى به الشعب الجزائري في ثورته على المستعمر الفرنسي، وانتهى بنيل الاستقلال في 5 جويلية 1962. و يعرف عن استروزي عداءه للجزائر وإقدامه خلال العام الجاري على منع عدة نشاطات تخلد ذكرى الاستقلال، في محاولة لإرضاء الأقدام السود المتمركزين في المنطقة.