- ممثل "الصليب الأحمر": الثورة الجزائرية نموذج راق لحروب التحرير - توصيات الملتقى تطالب بتدريس القانون الإنساني وفكر الأمير بالجامعات دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول "الأمير عبد القادر والقانون الدولي الإنساني" في ختام أشغال الملتقى الدولي حول "الأمير عبد القادر والقانون الدولي الإنساني" الذي نظمه الجيش الوطني الشعبي، إلى إعطاء التراث الوطني الإنساني وفي مقدمته فكر الأمير عبد القادر وأعماله؛ الاهتمام اللازم بحثا ودراسة ونشرا وترجمة. وأكدت التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى على ضرورة حث الجامعات والمعاهد العليا المتخصصة؛ على إدراج مادة القانون الإنساني في مقرراتها مع تشجيع التعاون وتطويره بين المؤسسات الوطنية المعنية بالقانون الدولي الإنساني ومثيلاتها في الدول الأخرى. وحث المؤتمرون على أهمية التعاون والتنسيق بين اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني واللجان العربية العاملة في هذا المجال، مطالبين بتعزيز برامج الدورات التدريبية في مجال القانون الدولي الإنساني من خلال الاستفادة من الخبرات الوطنية والإقليمية والعالمية. وأبرزت التوصيات الدور الرائد للأمير عبد القادر في مجال القانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات لاستكشاف الإسهامات الوطنية في هذا المجال. في السياق ذاته، قال العقيد موالي سليمان من مديرية الاتصال والإعلام والتوجيه للجيش الوطني الشعبي بالجزائر العاصمة أول أمس، إن كل الوثائق التاريخية أثبتت أن الأمير عبد القادر تعرض رفقة جيشه إلى "مآس كبرى ونكبات عظمى" لكنه "لم يسئ إلى أخلاق الحرب ولم يدنس رمز القضية التي دافع من أجلها". وأوضح العقيد موالي في مداخلة له خلال الملتقى أن الأمير كان "يتصور الحرب بمثابة أداة فرضتها قوى عظمى على شعب مستضعف"، مضيفا أن الأمير "تميز بأخلاق شاملة أبرزها الانفتاح والتحاور مع الخصوم في كل ما يخص قضايا السلم"، مشيرا إلى معاملته الخاصة لأسرى الحرب باعتبارهم "ضحايا للنظام الاستعماري". ورأى العقيد موالي سليمان أن اجتماع هذه القيم بلورت معالم "ثقافة قتال متجددة وراقية"؛ جعلت من جيش الأمير "أداة ضارية ومؤسسة قائمة بذاتها قابلة للتطور عددا وعدة وكفاءة"، معتبرا أن روح القتال مصدرها "عقيدة الدفاع عن الوطن والدين وأداتها التنظيم الجديد لمفهوم جيش كان يدافع عن وطن وليس عن سلطان ولا عن إيديولوجيا معينة". وذكر المتحدث في محاضرة تحت عنوان "الأمير عبد القادر بين نزعة الانتصار ومقتضيات خلقنة الحرب وانعكاس ذلك على الجيش الوطني الشعبي"، أن جيش التحرير الوطني أخذ عقيدته القتالية من روح جيش الأمير واعتمد على خططه القتالية وإمداداته "اللوجيستية"؛ ومما تعلمه في جبهات القتال بأوربا وآسيا. وأكد أن هذه القيم جعلت من ثورة نوفمبر 1954 ثورة "ذات جذور ورموز ارتبطت بمسألة الحق الإنساني الذي يشرع للقتال من أجل الحرية". وأوضح أن هذا المحتوى المرجعي ساهم في تأطير الفعل القتالي لجيش التحرير الوطني وجعله "يخلقن عملياته حتى لا تمس بمصداقية القضية"، وهو ما يفسر الدعم الكبير الذي لقيته الثورة الجزائرية من دول وشعوب العالم بأكمله. وأنهى العقيد موالي مداخلته بإبراز انتقال القيم في مجال القتال والدفاع منذ عهد الأمير بتواصل ذات الثقافة "التي توارثتها الأجيال وترسخت في عقيدة الجيش الوطني الشعبي الذي ورث سر التضحيات التي توجت بالاستقلال وحمل أمانة حماية الدولة وبنائها". من ناحية أخرى، أكد الناشط باللجنة الدولية للصليب الأحمر "فرانسوا بينيون"، أن الثورة التحريرية الجزائرية، تعد "نموذجا راقيا لحروب التحرير في بعدها الإنساني كالتزام على احترام المواثيق الدولية آنذاك". وقال في محاضرة تحت عنوان "نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال حرب التحرير الجزائرية"، إن جيش التحرير الوطني بادر في العديد من المرات إلى إطلاق سراح الأسرى الفرنسيين الموقوفين في مختلف جبهات القتال بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي. وكانت هذه المبادرات الإنسانية لثورة الجزائر، نموذجا أيضا لحروب التحرير التي عرفت فيما بعد في بعض دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وفق تعبيره.