سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشرات المواطنين جالوا شوارع العاصمة حاملين جوازات سفرهم:تزاحم أمام أبواب الجوية الجزائرية للحصول على تذكرة! الشباب هتفوا مطولا: شكرا يا بوتفليقة.. مصر إلى اللقاء
لم تقف معادلة ''0-2 '' التي فرضها ملعب القاهرة أول أمس، عائقا في وجه مناصري الخضر، الذين لم يترددوا في رفع جواز سفرهم الأخضر في وجه الفريق المصري، ليقرعوا بذلك الطبول هذه المرة من العاصمة السودانية، الخرطوم، التي ستشهد زحفا جزائريا، أساسه الأول والأخير، انتشال الفوز للمونديال من أنياب الفراعنة على ملعب ''المريخ'' السوداني. وقد تحولت شوارع الجزائر العاصمة، بعد إصدار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لتعليمات خاصة بمنح تأشيرة الذهاب إلى السودان مجانيا لعشرة آلاف مشجع، قصد متابعة المباراة الحاسمة والمنتظرة على أشد من الجمر يوم 18 نوفمبر، إلى مسرح أحداث هام، تصدرته مقولة ''شكرا يا بوتفليقة، مصر إلى اللقاء''، حيث تعالت هتافات المناصرين ''مازال مازال، مازال في السودان''، ملوحين بجوازات سفرهم ورافعين رايات التحدي باسم ''الوطنية والروح الرياضية''، إذ توجه مناصري الخضر إلى ''وكالة باستور'' بالجزائر العاصمة، بأعداد هائلة للظفر بتذكرة الطيران إلى ''ملعب المريخ السوداني''، وهو الأمر الذي حال دون تمكن أعوان الشرطة والأمن في التحكم في السيل الغفير للجماهير الجزائرية التي تزينت بالأعلام الوطنية واقتحمت الوكالة من المدخل الرئيسي. وقد تمكنت ''البلاد'' من التسلل وسط الجماهير الغاضبة على سوء الاستقبال الذي خصصته مصر لعناصر المنتخب الوطني ومناصريه، والمتفائلة من جهة أخرى بإحراز التفوق والتأهل لمونديال 2010 من الخرطوم، وما تم رصده خلال وجودنا داخل القاعة التي حولها المناصرون إلى ''حلبة صراع'' على التذاكر، أن أمل وثقة مشجعي الخضر بفريقنا بقيت متماسكة بالرغم من النتيجة التي انتهت بها مباراة أول أمس، والدليل عزمهم الجاد في الحصول على تذاكر الذهاب أو ''اختراق الحدود''، حسب تعبير أحدهم، للوقوف جنبا إلى جنب أشبال الناخب سعدان، وحمايته هذه المرة من جبن الجماعات المتعصبة التي ألحقت به ضررا عميقا. وبالرغم من الحرارة المرتفعة بالقاعة الداخلية لوكالة السفر المذكورة، بسبب الحشود الوافدة وانعدام التهوية إلا أن ''حمى'' ملاقاة ''أشبال الخضرا'' بملعب ''المريخ''، كانت الهاجس الوحيد والانشغال الأول للمناصرين، الذين تحدوا جميع الظروف لتغطية الشارع السوداني بالعلم الجزائري يوم 18 من الشهر الحالي، والذي وصفه الكثيرون ب'' سنة 18 نوفمبر''، نظرا لثقل ساعات انتظار المقابلة. وذكر أحد أعوان الشرطة ل''البلاد'' أن ما يحدث ليس بالأمر العجيب، فالمباراة التي ستجرى يوم الأربعاء بمثابة استقلال ثان للجزائر، مضيفا ''هذا التجمع الغفير منطقي جدا، فالخضرا رمز جزائر اليوم والغد، وعلى الشعب المصري أن يتيقن أن الركيزة الأساسية لتشكيلة سعدان هي هذه الجماهير التي عانت الويل عندما رأت فريقها يتعرض ل''حفرة'' ما نزعم أنهم أشقاؤنا العرب''.