أفاد مصدر قضائي فرنسي ''البلاد''، أمس، أن دفاع الجزائري كمال داودي، أحد المتهمين بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية في باريس سنة ,2001 طلب من القضاء الفرنسي توقيف إجراءات ترحيله إلى الجزائر لانقضاء عقوبته بفرنسا، وعبر محامي كمال داودي، الذراع الأيمن لجمال بغال، عن تخوفه من تعرض موكله لسوء المعاملة. وأصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، يوم الخميس الماضي، حكما يدين ترحيل كمال داودي إلى الجزائر، لمعارضته لمبادئ حقوق الإنسان، معتبرة قضية الترحيل انتهاكا للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وأكدت المحكمة على ضرورة التراجع عن إجراءات الترحيل -حسب تصريحات ''دافيد دافيز جوجيا''، مدير بالنيابة لبرنامج حقوق الإنسان بأوروبا- الذي أكد على ضرورة احترام الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان من دون استثناء. وأدانت محكمة فرنسية كمال داودي سنة 2005 بتسع سنوات سجنا نافذا، بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية سنة 2001 والعمل من أجل تنفيذ هجوم على السفارة الأمريكية في فرنسا رفقة كل من جمال بغال ونبيل بوالنور وعبد الكريم الفقير ورشيد مساهل ويوهان يونتي . وحسب التقارير الأمنية الفرنسية، فإن دوادي ذهب إلى أفغانستان عن طريق بريطانيا ثم باكستان، وكما فعل بغال، فقد استخدم جواز سفر فرنسي مزور وإذا كان داودي يدّعي أنه انتقل لأفغانستان لتعميق معارفه الدينية، فإن الادعاء يظن أنه ذهب إلى أفغانستان للتدرب على استخدام السلاح والمتفجرات. ويرى القضاء الفرنسي أن استخدام داودي جواز سفر مزور، دليل على أن الغرض من انتقاله إلى أفغانستان لم يكن التعمق في العلوم الدينية، وإلا ما حاجته إلى جواز سفر مزور؟ ومكث داودي في أفغانستان أكثر من ستة أشهر سنة ,2001 أي إلى ما بعد عودة بغال من أفغانستان وعند القبض على بغال في دبي، في طريق عودته من أفغانستان إلى فرنسا، قامت الشرطة الفرنسية في سبتمبر 2001 بحملة دهم في أوساط المتشددين وخصوصا الشبكة التي شكلها جمال بغال، لكن كمال داودي نجح في الإفلات من ذلك وهرب الى بريطانيا وتحديدا الى مدينة ليستر، التي يملك بها منزلا، وهناك استعان بالمتطرفين في بريطانيا للتخفي، غير أن الشرطة البريطانية قبضت عليه وسلمته إلى فرنسا ونقلت إلى أجهزة الأمن الفرنسية الدلائل التي عثرت عليها في جهاز الكومبيوتر الخاص به وسجل اتصالاته على الأراضي البريطانية. وقد قضى كمال داودي فترة تواجده في سجن لاسونتي بباريس، وأفرج عنه في 21 أفريل من سنة 2008 ووضع رهن التوقيف في انتظار ترحيله إلى الجزائر.