أفادت مصادر مطلعة أن ما يعرف ب »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« يحصل على ضرائب من عصابات تهريب المخدرات مقابل تأمين حماية القوافل التي تهربها عبر الصحراء، وتضيف ذات المصادر أن الإرهابيين في منطقة الساحل يعملون على تنسيق ذلك مع عصابات المخدرات في كولومبيا. أكدت مصادر متطابقة في تصريحات نقلتها، أمس، وكالة الأنباء الفرنسية، أن مقاتلي ما يعرف ب»تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي« يضمنون عبور قوافل الكوكايين والهيروين المتوجهة إلى أوروبا مقابل حصولهم على ضرائب من عصابات التهريب الكولومبية. ومن جهة أخرى، أوضح أحد القضاة الموريتانيين المتخصص في الملف أن موضوع الحصول على جباية من مهربي المخدرات، يعتبر محل خلاف بين مقاتلي التنظيم الإرهابي، فهناك من يعتبر أن تهريب وتعاطي المخدرات حرام، بينما هناك من يسعون إلى حماية مهربيها وحراسة قوافلهم مقابل الحصول على ضريبة لاسيما وأن هذه المخدرات مخصصة لتسميم الشباب الغربي. وعلى صعيد آخر، كشف دبلوماسي غربي في نواكشوط خلال تصريحات أدلى بها إلى وكالة الأنباء الفرنسية، أن هناك نقاط تواصل ونوعا من التنسيق بين القبائل ومجموعات المتمردين والمهربين والعصابات والإرهابيين في تلك المناطق، مؤكدا أن بعض المتورطين في تهريب المخدرات ينتمون في الوقت نفسه إلى شبكات إجرامية ضالعة في تهريب هذه المواد. ويرى الجنرال الأميركي مايكل براون قائد عمليات مكافحة المخدرات سابقا أن الكرتالات الكولومبية أقامت علاقات أعمال مع ما يعرف بتنظيم القاعدة مؤكدا أنها تسلك طرق تهريب المخدرات التي يستعلمها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لعبور شمال إفريقيا في اتجاه أوروبا، مضيفا في هذا الشأن أن الكولومبيين ماهرون جدا في هذا المجال وأنهم يقيمون نفس العلاقات التي أقاموها مع العصابات المكسيكية قبل 25 سنة. ويثير تهريب المخدرات في منطقة الساحل قلق عديد من الخبراء الغربيين، ففضلا عن تمويل الإرهاب يخلق النفوذ الذي تمنحه المخدرات ولا سيما الكوكايين في بلدان الساحل الفقيرة عدة مخاوف خاصة وأن الأموال التي تدرها هذه العمليات طائلة جدا.