وزارة الصحة تؤكد أن مخاطر أنفلونزا الخنازير مبالغ فيها كشف" بلقاسم سليم" المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن الأنفلونزا الموسمية التي تعد أقل خطورة من أنفلونزا الخنازير قتلت 500 شخص العام الفارط في حين سجلت وفاة 500 ألف شخص في العالم. أكد أمس بلقاسم سليم ل "اليوم" أنه لحد الساعة وبعد أقل من مرور تقريبا سنة على ظهور فيروس "اتش وان أن وان" منظمة الصحة العالمية أعلنت عن تسجيل أقل من 10 آلاف وهذا ما يجعلنا نضع مقارنة بين وفيات أنفلونزا الخنازير والموسمية من باب تفادي تضخيم الأشياء وعدم وضعها في سياقها الصحيح. أما البروفيسور بن قونية مختص في أمراض الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي فأشار في اتصال هاتفي ل "اليوم" أن وباء أنفلونزا الخنازير يصيب بالخصوص الأشخاص الذين ليس لديهم الجهاز المناعي الفعال ضد هذا الفيروس الجديد. وأوضح بن قوينة خلال تحليله لظاهرة هذا الوباء المفاجئ الذي دخل الجزائر كغيرها من بلدان العالم أن وسائل الإعلام المحلية والعالمية لعبت دورا إيجابيا وسلبيا في أن واحد مما خلق سوء فهم لكيفية التعامل مع هذا النوع من الوباء الشيء الذي ساهم بشكل مباشر في تعقيد الأمور. وفي السياق ذاته، شدد البروفيسور على أهمية الوقاية التي من شأنها محاربة هذا الوباء في مراحله الأولية. ففي الوقت الذي تنصب كل أنظار العالم إلى ما يطلق عليه مجازاً "وباء القرن" أو أنفلونزا الخنازير التي أصبح الجميع في تلهف دائم لمعرفة أحدث ما توصل إليه العلماء فيما يتعلق بهذا الوباء نظرا لطبيعة المرض وسرعة انتشاره فيرى الخبراء بأنه بسيط وضعيف ويمكن مواجهته بالنظافة والتعقيم والبعد عن الزحام في الأماكن والساحات العمومية. وقال علماء جزيئات الفيروسات الذين يدرسون بوباء أنفلونزا الخنازير إن تفشي فيروس "إتش1- إن1" قد لا يحدث خسارة كبيرة كالتي تسببها الأنفلونزا عادة كل موسم شتاء دون أية ضجة إعلامية كبيرة. من جانبه أوضح جيم بيشوب كبير أطباء أستراليا، أن تفشي وباء فيروس "إتش 1 إن 1" غير خطير حسبما كان متوقعاً مشيرا أن كل فرد مصاب إصابة متوسطة سوف يتغلب عليها بسرعة شديدة خلال فترة مرض قصيرة سواء استخدم مصل مضاد للفيروس أو لم يستخدم ذلك في ظل إعلان باحثين استراليين أن أنفلونزا الخنازير لم تعد فعالة مثل السلالات الأخرى للأنفلونزا. من جهة أخرى، حذر الخبراء من موجة ثانية من أنفلونزا الخنازير ستجتاح العام المقبل، مؤكداً أن المواطنين لا يقدرون أنه قد واجهتنا موجة ثم سرعان ما انتهت. وأضافوا أن هناك الكثير من الناس سوف تتوجه إلى نصف الكرة الشمالية خلال احتفالات أعياد الميلاد وسوف يعودون بالعدوى في جانفي المقبل. هذا ويؤكد جل هؤلاء الخبراء في مجال الصحة العالمية أن خطورة هذا الفيروس الجديد لم تصل بعد إلى قسوة الأنفلونزا الموسمية التي ضربت العالم عام 1918 وراح ضحيتها ما يقرب من 50 مليون مواطن حول العالم، في ظل غياب العقاقير والمضادات الحيوية التي يمكن أن تقضي على المرض في مراحله الأولي.