يبت الخرجة الأولى للخضر في كأس أمم إفريقيا بأنغولا أمس أمام مالاوي آمال الملايين من العشاق الذين لم ينتظروا هزيمة مماثلة بل لم يحلموا بها حتى، كيف لا والمنتخب الجزائري قد أدل بثلاثية كاملة أمام خصم لم يتوقع حتى التعادل أمام ممثلي العرب في مونديال جنوب إفريقيا.مباراة سارت وعلى غير العادة في اتجاه عكسي بالنسبة لمحاربي الصحراء الدين أبانوا عن محدودية كبيرة منذ البداية، وتركوا المجال للمالاويين الدين لم يسرقوا الفوز. وكانوا أحسن تنظيما فوق أرضية الميدان، مامكنهم من فتح مجال التهديف في الدقيقة 19 أي خلال الربع ساعة الثاني من شوط المباراة الأول، بعد خطأ فادح من الحارس شاوشي الذي لم يكن في يومه تماما، فضلا عن هشاشة الدفاع الذي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، والدليل القاطع في ذلك هي طريقة تسجيل الهدف الثاني للمالاوي، حيث سهل محور الدفاع من مهمة المهاجم كاسونغو الذي لم يجد أي صعوبة في مضاعفة النتيجة. طريقة لعب الخضر في مباراة أمس كانت سلبية للغاية، حيث واصل المدرب سعدان انتهاجه لخطة 3 - 2 5- بالرغم من الغيابات التي كانت بالجملة خاصة غياب عنتر يحي في محور الدفاع ومغني في وسط الميدان، لكن وبالرغم من كل هذا تمسك سعدان بطريقته المعتادة التي لم تشفع له أمام منتخب منظم وعرف كيف يسير اللعب ويحرج رفقاء زياني في أكثر من مرة، باستحواذه لأطول مدة ممكنة على الكرة، فضلا عن تمريراته القصيرة واللعب على الأجنحة، وهو العامل الذي مكن لاعبي المالاوي من ادخار مجهوداتهم البدنية لتسيير المباراة بعقلانية لغاية آخر لحظة، عكس المنتخب الوطني الذي أنهك قدراته في الركض دون كرة، لا سيما في ظل احتكار الخصم لوسط الميدان، وهو ماعجل بانهيار الخضر بدنيا بدليل عدم قدرتهم على مواصلة اللعب بنفس الوتيرة . الحق يقال ياسعدان منتخب مالاوي الذي كنا نأمل أن يكون لقمة سائغة ندعم بها رصيدنا من النقاط في انتظار مواجهة بقية الخصوم، لقن الخضر درسا في الكرة بالأداء والنتيجة، وكشف أيضا عن نقص كبير في التحضير من الناحية البدنية للخضر لقساوة المناخ في إفريقيا، لا سيما أن تربص المنتخب الوطني كان في مدينة تولون الفرنسية وفي ظروف مناخية جد باردة إن لم نقل قاسية، كيف لا وقد أنهى بعض اللاعبين مواجهة أمس مشيا عوض الركض، كما أن نقص المباريات الودية كشف عن نقص الانسجام في الخطوط، خاصة بين خط الوسط والهجوم، وهو ما أجبر المدافعين على تحمل عبء المباراة .