حذر المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كنابست''، من قيام مصالح الوزير أبوبكر بن بوزيد بحصر عملية استدراك الدروس في الأقسام النهائية فقط دون باقي الأطوار الأخرى، وأكد أن هذا الإجراء يعد خطأ تربويا فادحا وقعت فيه وزارة التربية، وسيدفع ثمنه التلاميذ على مدار الأعوام الدراسية المقبلة. وأكد نوار العربي، المنسق الوطني ل''كنابست''، أن استثناء تلاميذ الطورين الأول والثاني وتلاميذ السنة الأولى والثانية ثانوي من عملية استدراك الدروس هو ممارسة غير تربوية وخطأ تربوي فادح ستظهر نتائجه السلبية ابتداء من السنة المقبلة، مضيفا أن التلاميذ الذين لم يستدركوا دروس هذا العام سيعجزون عن استيعاب دروس العام المقبل. وأوضح المتحدث أمس في تصريح ل''البلاد'' أن تعويض الدروس المتأخرة بسبب الإضراب لم يتم إلى غاية اليوم وهو ما من شأنه التأثير سلبا على التحصيل العلمي للتلاميذ، على حد تعبيره. وشدد نوار العربي في نفس السياق على أن دروس الاستدراك تهم التلاميذ خارج أقسام الامتحانات أكثر من التلاميذ المعنيين بالامتحانات الرسمية، في إشارة منه إلى تلاميذ البكالوريا، موضحا أن الدروس التي لا تلقن للتلاميذ هذه السنة تكون أساسية العام المقبل وتبنى عليها برامج السنوات المقبلة، مضيفا أن بعض الدروس التي تلقن لبعض الأقسام هذه السنة مثلما هو الحال لأقسام السنة الأولى والثانية ثانوي، هي مفتاح لدروس السنة التي تليها وهو ما من شأنه التاثير سلبا على المسار الدراسي للتلاميذ. في سياق متصل، تساءل نوار العربي عن دور جمعيات أولياء التلاميذ التي وقفت أمس في وجه الأساتذة المضربين، زاعمة أنها تبحث عن مصلحة التلاميذ. في حين كان الأجدر بها الوقوف في وجه الوزارة الوصية المتلاعبة بمصلحة أبنائهم، على حد تعبيره. ودعا المتحدث الوزارة الوصية إلى تحمل مسؤولياتها لتصحيح هذا الخطاء الفادح قبل فوات الأوان وإلا فإن الوزير بن بوزيد سيجد نفسه العام المقبل أمام معضلة أكبر من معضلة إضراب الأساتذة، حيث ستكون المواجهة هذه المرة مع التلاميذ وأوليائهم.