ذكرت صحيفة ليكيب الفرنسية فى تحقيق عن منتخب الجزائر، أن غالبية لاعبي المنتخب لا يلعبون مع أنديتهم وهو أمر يثير القلق قبل أقل من شهرين عن انطلاق بطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا، وأضافت الصحيفة أن أشبال رابح سعدان خرجوا من حملة طويلة للتصفيات المؤهلة للمونديال وكانوا مثقلين بمباراة فاصلة وصعبة ضد منتخب مصر، ثم خاضوا مشوارا جيدا فى كأس الأمم الإفريقية وصلوا فيه إلى الدور قبل النهائي لهذه البطولة وأبلوا فيها بلاء حسنا. فكان من الطبيعي أن تتأثر لياقتهم البدنية بشدة ومن وقتها لم يلعب نجوم المنتخب الجزائري مع أنديتهم بشكل منتظم وبعضهم لم يلعب على الإطلاق، ومضت الصحيفة تقول: ''لقد كان زياني ومنصوري ومغني وبلحاج وحليش فى شبه ''بطالة فنية'' وهو ما كان بمثابة الإبرة التي قصمت ظهر المدير الفني رابح سعدان''. وأوضحت الصحيفة أنه فى ظل هذه الظروف سارعت السلطات الرياضية الجزائرية بصفة عاجلة لسد هذا النقص الشديد فى اللياقة البدنية للاعبين فأرسلت خلال الأسابيع الأخيرة مغني، بوعزة وبلحاج إلى قطر للاستشفاء واستعادة العافية وتحسين اللياقة البدنية ونيل أكبر قدر من الراحة بعد الإجهاد والإرهاق الكبير الذي عانوا منه. مغني: ''مازال أمامنا الوقت الكافي لتحقيق المزيد من التحسن'' وعلى سبيل المثال، نقلت صحيفة ''ليكيب'' تصريحا لمتوسط ميدان لازيو روما مراد مغني والذي أمضى أكثر من أربعة أسابيع فى قطر قبل أن يغادرها مؤخرا إلى ناديه لاتسيو الإيطالي، حيث قال: ''يمكننا أن نعتقد فى أننا سنعاني من نقص القدرة على المنافسة فى البطولة ولكننا على الأقل سنكون أكثر انتعاشا وحيوية ومازالت أمامنا فسحة من الوقت لتحقيق المزيد من التحسن، وهذا يكفي''. فابريس برايان المستشار الطبي: ''أي لاعب يتوقف عن اللعب أكثر من 15 يوما يحتاج من 8 إلى 10 أسابيع للاسترجاع'' لكن فابريس بريان، المستشار الطبي لصحيفة ليكيب، كان له رأى آخر إذ قال: ''سينقص لاعبي الجزائر عملية تكثيف التدريبات التي تتيح الفرصة لقدرة أكبر على المنافسة والأداء الأفضل، فأي لاعب يتوقف عن اللعب لمدة خمسة عشر يوما يحتاج لما يتراوح بين 8 و10 أسابيع لكي يعود إلى كامل فورمته وطاقته''، وفى حالة اللاعبين الجزائريين من الممكن أن يتحقق ذلك خلال الفترة المتبقية ولكن هذا رهان يحمل فى طياته المجازفة، وعلى أية حال سيمتلك لاعبو الجزائر ميزة الانتعاش والحيوية خلال المباريات الأولى للمونديال، ولكن فى حالة تأهلهم للأدوار التالية فإنهم سيعانون من التعب وسيتأثر أداؤهم. ''ليكيب'' تنقل إحصائيات مشاركة كل لاعب مع ناديه وتدليلا على حالة التراجع البدني للاعبي المنتخب الجزائر نتيجة الجهد الكبير الذي بذلوه فى تصفيات كأس العالم وفى كأس الأمم الإفريقية، والناجم أيضا عن عدم اللعب مع أنديتهم، نشرت الصحيفة إحصائية لزمن لعب كل لاعب من ال 11 لاعبا الأساسيين فى صفوف المنتخب الجزائري مع أنديتهم فى بطولات الفرق التي يلعبون لها، وقالت إن شاوشى حارس مرمى وفاق سطيف لعب 1440 دقيقة بينما لعب بوفرة لاعب غلاسكو رانجرس 1180 دقيقة وحليش (ناسيونال ماديرا916 دقيقة) وعنتر يحييى (بوخوم1260 دقيقة) ونذير بلحاج (بورتسموث 1467 - دقيقة) ومنصوري القائد (لوريان 711 - دقيقة) وحسن يبدة (بورتسموث 1260 - دقيقة) ومطمور (بروسيا موشينغلندباخ 1489 - دقيقة) ومغني (لاتسيو روما 274 - دقيقة) وزياني (فولفسبورج 481 - دقيقة). نقص المنافسة سبب تغيير مكان التربص من إيطاليا إلى سويسرا وقالت الصحيفة: لعل ذلك هو الذي دفع الجهاز الفني إلى تغيير مكان معسكره من مدينة فلورنسا الإيطالية، حيث يوجد مقر تدريب المنتخب الإيطالي والانتقال إلى سويسرا، حيث الارتفاع عن سطح البحر الذي يسمح بتدريبات أفضل لتنظيم النفس ودخول وخروج الأوكسجين مع تخصيص الجزء الأول من المعسكر للكشف الطبي الشامل على اللاعبين وتحديد الموقف الطبي لكل لاعب، فى ظل وجود أخصائيين على أعلى مستوى في كيفية إزالة الإرهاق والتعب، فضلا عن أخصائيين فى التغذية أيضا. حسان يبدة: ''سنفتقد لإيقاع اللعب في المونديال لكن الحافز سيكون أكبر'' ونقلت الصحيفة تصريحا لحسان يبدة الذي عاد مؤخرا إلى صفوف ناديه بورتسموث بعد أن أمضى خمسة أسابيع فى العلاج، قال فيه: ''الموقف الحالي قد يكون مضرا لأننا لا نعرف إيقاع اللعب فى بطولة كأس عالم ولكنني لا أشك لحظة واحدة فى الدوافع والحوافز القوية الموجودة عند كل لاعب فى منتخب بلادي، خاصة كريم زياني وهو فى فورمة جيدة ولكنه قليل الحظ بالنسبة للعب كأساسي مع فريقه الألماني فولفسبورج، فالمنتخب بالنسبة لكريم زياني يمثل مصدرا للثأر والانتقام، وهو وزملاؤه على استعداد للتضحية بكل غال ورخيص من أجل رفع شأن الوطن''. أما اللاعب جمال عبدون، أكثر لاعبي الجزائر الدوليين مشاركة فى المباريات، حيث يشارك بشكل منتظم مع فريق نانت الفرنسي، فيقول: ''لست قلقا فالكل سيكون مستعدا وجاهزا عند ساعة الصفر ومع بدء المونديال''، وأضاف: هناك أخبار سعيدة بخصوص رفيق صايفى الذي عاد إلى فورمته مع فريقه إيستر وكذلك عنتر يحيى مع بوخوم ورفيق جبور مع أيك أثينا اليوناني''. صايفي: ''اليونان فازت بكأس أمم أوروبا بلاعبين بدلاء مع أنديتهم'' ويتذكر صايفي ما حدث لليونان فى يورو 2004 عندما حققت البطولة وقال في تصريحه لصحيفة ''ليكيب'': ''لقد فاز منتخب اليونان بالبطولة بلاعبين غير أساسيين فى أنديتهم وصلوا إلى قمة فورمتهم.. إذن كل شيء ممكن'' (قالها مبتسما)، ولكن الصحيفة تقول: إن هذه النبرة من التفاؤل لا يشاركها الجميع فداخل اتحاد الكرة الجزائري يخشى البعض التعرض لضربات متلاحقة إذا لم يصل اللاعبون إلى قمة لياقتهم البدنية والذهنية والفنية، ويتمنون ألا يعيد التاريخ نفسه ويحدث ما حدث فى مونديال 1982 بإسبانيا أي منذ 28 سنة، فالجزائريون الذين سقطوا وقتها أمام ألمانيا 1/ 2 ثم شيلى 2/ 3 كانوا قد لعبوا عددا غير قليل من المباريات الودية قبل التوجه إلى إسبانيا، ولكن رابح سعدان اليوم لم يضع فى برنامجه الرسمي قبل الصفر إلى جنوب إفريقيا سوى مباراتين وديتيين فقط، الأولى أمام ايرلندا يوم 28 ماي القادم والثانية أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة يوم 5 جوان المقبل. وكان الجميع قد أخذ على رابح سعدان أنه قبل كأس الأمم الإفريقية الأخيرة فى أنغولا لم تشهد فترة إعداده أية مباراة ودية ومع ذلك فقد فاجأ الجميع بالوصول إلى الدور قبل النهائي لهذه البطولة.