موت المهاجر في فرنسا مثلا مشكلة حقيقية كما يفهم بالعقل من ممثلي الجالية! ففرنسا التي لا تقبل إلا الأحياء والأصحاء وأخيرا الأمخاخ والعقول، إضافة لبعض المرضى المحظوظين من المسؤولين ومعارفهم وأصحاب المال ممن وضعوا رجلا في القبر لعلاج الرجل الأخرى سرعان ما ترميهم كرمي العظم، بعدما ينتهي دورهم! فنقول، بدل أن يرتاح، في الدار الآخرة هناك على الأرض الفرنسية يجدون أنفسهم مجبرين ما بين الحرق والنار والعار أو ما بين الفرار بأكفانهم نحو أرض الأجداد و''لبلاد''! والسبب أن الدولة الفرنسية لا تخصص مساحات للمسلمين في المقابر الحكومية على قدر عدد هؤلاء، خاصة أنهم يتزايدون بمتواليات هندسية تهدد بالزحف على مقابر المسيحيين أنفسهم! وعندما تطلب الجالية من الدول المصدرة للبشر منذ فجر الاستعمار كالجزائر إما شراء مساحات أكبر لدفن الأموات (ولو وقوفا)؟ إن جاز هذا بالطبع غلام الله. أو ترحيل هؤلاء الموتى للديار، بمن فيهم الذين يحملون الجنسية الفرنسية من الجيل الثاني والثالث، فإن ذلك لا يمثل الحل الأمثل لمشكلة الأموات مثلما لا يمثل ترحيل المهاجرين غير المفيدين الحل الأمثل لهم. فالأول سيجبر الدولة على تخصيص أموال إضافية لشراء أرض غير موعودة ولا تقبل الضم لأن القبر مؤقت وليس دائما حسب قانونهم لصاحبه في حين أن الثاني سينشط حركة الطيران لكي تنقل الجثامين وهي دائما في صالح الطرف الأولى أي فرنسا. ومادام أن فافا تريد أن تربح مع الأحياء والأموات معا، وفي الدنيا وفي الآخرة أيضا، خاصة أن رقم المقابر عندها يصل في حدود 10 مليارات أورو.. فإن الحل الأفضل للجميع هو أن تنشط الحركات الاجتماعية بنفس الطريقة التي تنشط بها ضد بناء المآذن والمساحة والحجاب والنقاب حتى تأخذ حقها من فرنسا هناك على قدم المساواة مع الفرنسيين بعد أن باتوا منهم، ومن حقهم أن يدفنوا هناك ويغرسون أيضا أشجار الزيتون فهي هناك أيضا أرضهم، ومن له أرض له قبر ليكون شاهدا دائما على وجودهم إلا إذا كان سيناريو أكل الشوك يضم الآخرين وتخصيص من ميزانيتنا لتعليم نفسهم التي تقي وإعطائهم ''البقشيش'' على حد تعبير المصريين يراد له التكرار باسم الدين والمسلمين وكفر الكافرين!