بالتوازي مع الحملة الانتخابية التي تحولت إلى سوق دلالة في يومها الأول بعدما نشر السادة المتحرشون صورهم ودلاعهم المطبوع والمزروع في عرض البحر والبر، نزل علينا خبرا إشهاريا عن انتقال الخناجر والسكاكين من أيادي الطلبة والتلاميذ إلى أيادي الأساتذة، لنصحوا على حادثة أستاذ مقهور من مدينة الجسور المعلقة، فاض به الكيل التربوي والتغبوي، فقرر في غفلة من زمن بن بوزيد أن يأخذ حقه بسكينه وليس بعصاه، بعدما عُدم خيارا آخر يدافع به عن نفسه من تحرشات غلام من غلمانه المنفوخين جسديا وعضليا، لتكون النتيجة أستاذا طاعنا وتلميذا مطعونا في العنق ومكان الجريمة ساحة مدرسة أو مشرحة.. لا فرق. لا أدري لماذا تعاطفت مع الأستاذ الذي أتقن الكر والطعن؟ ولا أعرف هل الجاني هو التلميذ العريض المنكعين الذي تحرش بأستاذه وأهانه وطعنه عشرات المرات قبل الواقعة، أم هو الأستاذ الذي طلب الحماية من الوزير ومن مدير التربية ومن ذوي الضحية، وحينما اصطدم بالسكون ولم يسمع إليه أحد، كان قراره الحربي أن يثأر بيديه في غياب الوزارة والوزير وبرامج المعلقة صورهم في شوارع، أصبح فيها درس يا قاتل يا مقتول مادة تعليمية راسخة تدون خطوطها وحروفها على صفحات البطون والأعناق والشاطر من تحصّن بالخنجر والسكين والقلم الأكبر والأطول..؟ ماذا بقى من حملة المترشحين وما تعني صورهم ودلاعهم وبرامجهم التي تقاطعت على كلمه التغيير كخاتم سليماني سحري يمتلكه جهيد يونسي ومحمد السعيد والتواتي وبوتفليقة، كما تديره حنون ويدلكه رباعين، وكل نفر منهم يراقص معاشر المصوتين على أنه الأصلح والأروع والأمثل لكي يكون الراكب ونحن المركوبون والمرّبوكون، بفعل انتحار طفل في الرابعة عشر من عمره، تلقى دروسا تدعيمية في الانتخاب، فانتحر قبل أن يصوت أو بفعل ترشح أستاذ فاضل لمنصب زبون دائم في سجون بلعيز لأنه استعمل بدلا من عصا كانت تربي الصغار، خنجرا احتمى به من نفس الصغار ليطعنهم ويفرغ فيهم فشل المدرسة وفشل المجتمع ومنه انهيار الدولة ومرشحيها بلا استثناء ولا إقصاء..؟