المهتمون بملف العلاقات الجزائرية الفرنسية يذكرون جيدا تصريح الرئيس بوتفليقة عندما عاد من أول زيارة له إلى باريس، بعد انتخابه في رئاسيات العام .1999 بوتفليقة الذي قاد وفدا ''عريضا'' إلى الضفة الأخرى، لم يتأخر في التعبير عن خيبته مما لاقاه في باريس، فقال على الملأ: عدتُ بيدين فارغتين وقلب ممتلئ.. اليدان الفارغتان للرئيس بوتفليقة يعني أنه لم يقنع أحدا بالقدوم من أجل الاستثمار في الجزائر، ومساعدة البلد الذي كان يخط أولى خطواته لمرحلة ما بعد الإرهاب، أما قلبه الممتلئ- وهو أعلم بما قال- فتعني أن الرئيس ''الجديد'' وجد الحاكمين في دولة الاستعمار ''القديم'' على حالهم.. وكأن شيئا لم يتبدل! وإذا كان تصريح الرئيس قبل عشر سنوات، جريئا وقويا وبليغا.. ويلخص ''خصوصية'' ارتباط دولتين تعشقان بعضهما عشقا إلى حد الافتتان..والافتتان- كما يدري أهل الهوى- يعني الاستمرار على حالات العتاب والتدلل، فإن السؤال الزكثر جرأة اليوم: هل ملأ الرئيس الجزائري يديه وهل أفرغ قلبه من الهموم.. بعد أكثر من شعر سنوات من الحكم؟! الإجابة يملكها الرئيس وحده- فاليدان يداه والقلب قلبه- لكن النظر في سلوك ''أصدقائنا'' الفرنسيين طيلة سنوات حكم بوتفليقة يؤكد أنهم مايزالون على ''ضلالهم القديم''..! نقول هذا لأن الفرنسيين من أصحاب المال لم يأتوا إلينا لاستثمار أموالهم، وشركاتهم لم تفتح فروعا لها لتوظيف أبنائنا، وأثرياؤهم لم يأتوا للسياحة في بلادنا..بل إن صناعتهم الحربية ماتزال ''شبه محرمة'' على جيشنا.. رغم أن الأمر صفقات بيع وشراء وليست صدقة! أغلب الظن أن قلب الرئيس لن يكون إلا ممتلئا من أحقاد ''شركائه'' في الضفة الأخرى!