استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يوم أمس، من قبل نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى وصوله إلى قصر أكروبوليس بمدينة نيس، حيث ستعقد الدورة ال25 لقمة فرنسا-إفريقيا وتبادل الرئيسان أطراف الحديث وأخذا صورا أمام الصحافة، كما تبادل بوتفليقة ونظيره المصري الحديث خلال اللقاء. ويعد هذا اللقاء الأول بين الرجلين منذ انقطاع دام ثلاث سنوات، حيث كان آخر لقاء جمع الرئيسين بمناسبة زيارة ساركوزي إلى الجزائر نهاية عام ,2007 منعرجا مفصليا على محور الجزائر باريس الذي اعترته عثرات عدة كان الطرف الفرنسي سببا أساسيا وخصوصا أن الواقفين وراء تلغيم العلاقات بين الدولتين مسؤولين مهمين في الدولة الفرنسية. وزاد تعكر العلاقات بشكل أساسي بعد توقيف الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني في فرنسا وتلفيق تهمة المشاركة في قتل المحامي رشيد مسلي عام 1987 بفرنسا، ليضاف إليها الاتهامات التي أطلقها جنرال فرنسي في حق الجيش الجزائري بأنه المتسبب بقتل رهبان تيبحيرين، ولم يمر وقت كثير حتى خرج وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير في تصريح استفزازي قال فيه ''إن العلاقات بين فرنساوالجزائر ستكون أفضل بعدما يغادر جيل الثورة الحكم'' وهي تصريحات تدخل في سياق ارتعاب فرنسا من مبادرة بعض البرلمانيين الجزائريين تمرير مشروع يجرم الاستعمار الفرنسي كرد فعل طبيعي على خطوة فرنسا التي شرعنة استعمارها ومجدته. كما لم يكن لقاء بوتفليقة مع ساركوزي الحدث الوحيد الذي أثار الاهتمام في قمة إفريقيا- فرنسا التي افتتحت في مدينة نيس الفرنسية، وكان لقاء الرئيس بوتفليقة مع حسني مبارك حدثا هاما وهو أول لقاء بين الرجلين بعد الأزمة المفتعلة من الجانب المصري عقب انهزامهم في تصفيات كأس العام بأم درمان السودانية وكالت فيها مصر اتهامات لجزائر ووصل الأمر بالرئيس المصري حسني مبارك إلى عقد مجلس حربي، وتبعه استدعاء سفراء الدولتين وتشجنج عاصف إثر على واقع العلاقات الثنائية بين الدولتين على كل الأصعدة. وأظهرت صور وكالة رويترز للأنباء، كيفية تبادل بوتفليقة ومبارك التصافح والكلام أمام عدسات المصورين في مشهد ''غير مألوف'' قد يكون بداية لطي صفحة الخلاف.