أعلن المستشار الإعلامي للرئيس المصري أحمد المسلماني أمس، أن الرئاسة بدأت اتصالاتها مع جميع الأطراف في إطار جهود المصالحة التي أعلنت عنها من أجل تحقيق التوافق وعبور المرحلة الحالية. وقال المسلماني في مؤتمر صحافي برئاسة الجمهورية إنه يجري الاتصالات بنفسه وأيضاً يجريها مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس، وتشمل تلك الاتصالات الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي. قال إن الرئاسة تتوقع مشاركة التيارات الإسلامية في المصالحة الوطنية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف أنه تم عرض حقائب وزارية على جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة بعد انتهاء التشكيل وإعلانه سيشرح ما حدث. وتوقع المسلماني استجابة معظم أبناء التيار الإسلامي لجهود المصالحة والمشاركة فيها، مؤكداً أن الجهود التي تجريها الرئاسة لها إطار أخلاقي يستهدف مشاركة الجميع في المصالحة، وأن الإطار الأخلاقي يعني أن يدي الرئاسة مفتوحة للجميع ولا تقصي أحداً، وهناك إطار نظري يستهدف أن يكون الجميع تحت راية واحدة. وأكد المسلماني في تصريحاته أن الرئيس السابق محمد مرسي موجود في مكان آمن ويحظى بمعاملة لائقة، مشدداً على أن المصالحة تستهدف تحقيق السلم الاجتماعي في البلاد، وهو أهم وأنجح أهداف المصالحة. وفي الأثناء، قال محمد البلتاجي القيادي الكبير في حزب الحرية والعدالة أمس، إن الحديث عن مصالحة وطنية بين الأحزاب والتيارات المختلفة في مصر "أكاذيب"، مضيفا "لن نرى مصالحة وطنية إلا على أساس وقف الانقلاب العسكري". وفي تطور آخر، قال مصدر طبي إن حصيلة ضحايا المواجهات وأعمال العنف التي وقعت ليلة أول أمس في القاهرة ارتفعت إلى سبعة قتلى و271 مصابا, في حين أعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية أن المظاهرات المطالبة بعودة مرسي ستظل سلمية. وقالت تقارير إن مهندسا لقي حتفه حين دهست سيارة مدنية متظاهرين مؤيدين لمرسي في ميدان الجيزة, مضيفا أن أهالي المنطقة طاردوا سائق السيارة وأوسعوه ضربا. وكان عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي قال إن المستشفى الميداني برابعة العدوية -حيث يعتصم أنصار محمد مرسي- استقبل جثة لقتيل سقط في الاشتباكات التي شهدها ميدان رمسيس بالقاهرة مساء أمس, متهما الشرطة بإطلاق النار على الشاب. وكانت الشرطة المصرية استخدمت قنابل الغاز لتفريق أنصار الرئيس المعزول لدى محاولتهم قطع "جسر 6 أكتوبر" الذي لا يبعد كثيرا عن ميدان التحرير حيث يعتصم مؤيدو خريطة الطريق التي وضعها الجيش. وبينما تحدث مؤيدون لمرسي عن وفاة اثنين من زملائهم في منطقة رمسيس بطلقات خرطوش واثنين آخرين في حادث الدهس بالجيزة, وإصابة ما يصل إلى 300 آخرين، أكدت وزارة الصحة المصرية أمس، أن 22 شخصا فقط أصيبوا في المواجهات التي وقعت في منطقتي رمسيس والجيزةبالقاهرة. من ناحية أخرى، ندد التحالف الوطني لدعم الشرعية بما وصفه باعتداء الشرطة على المتظاهرين في ميدان رمسيس، وحملوها والعسكريين مسؤولية قتل "مصلين سلميين". وقال التحالف في بيان "ثورتنا سلمية وبعيدة عن العنف, وسنظل سلميين حتى نحرر إرادة شعب مصر". ورفض البيان تهديد المعتصمين في رابعة العدوية من قبل الجيش الذي كان ألقى منشورات يحثهم فيها على الميدان وعدم الخروج على الشرعية.