أصحاب المبادرة اختاروا لذلك دكتورا غير معنٍ بالأزمة شرع أنصار جبهة الإنقاذ المحلة في الحشد لدخول رئاسيات 2014 بفارس من إطارات هذا الحزب، وقد رست المشاورات والاتصالات بين مختلف إطارات هذا الحزب ومناضليه على ترشيح أحد دكاترة الهندسة الميكانيكية وهو من إطارات الحزب الذين شاركوا في انتخابات 91 الملغاة عن ولاية جيجل دون أن يكون معنيا بالأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر بعد إلغاء انتخابات ديسمبر 91 ولا متاعبها ومتابعاتها، واختار ابن ولاية جيجل الحائز على الدكتوراه بالولايات المتحدةالأمريكية، الرباط في مدرجات الجامعة بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالحراش. وحسب المعطيات المتوفرة لدى "البلاد" فإن المرشح المرتقب للفيس المحل لرئاسيات 2014 قد أبدى استعداده لخوض غمار المنافسة بعدما عرض عليه المقترح من قبل أصحاب مبادرة الذين أطلقوا فكرة المشاركة في الانتخابات الرئاسية وذلك لأول مرة منذ 22 عاما تاريخ اشتعال فتيل الأزمة الأمنية في الجزائر. وحسب بعض المتتبعين للشأن السياسي في الجزائر، وخاصة المطلعين على شأن الفيس المحل، فإن ثمة تقاطعا في المصالح بين المترشح لرئاسيات 2014 وبين أصحاب المبادرة وذلك عند نقطة إعادة بعث فكرة الحزب السياسي الذي سيشكل فضاء لجمع شتات الفيس وما تبقى من عديمي العنوان السياسي القار من أنصار هذا الحزب بعدما حل وبعدما باءت بالفشل كل محاولات الاستغلال التي تعرض لها هذا الحزب والتي كانت محل رفض من أغلبية هؤلاء البقايا من إطارات ومناضلين. وعلى هذا الأساس يبدو أن خوض غمار الرئاسيات لن يكون لذاته بقدر ما سوف يكون لغيره والاستئناف هو ذلك الغير، علما أن عقبة التوقيعات وحدها تكون كأداء فضلا عن التجنيد والحشد اللذين لن يكونا سهلين في واقع تغير بفعل دوران عجلة التاريخ. ويبدو أن رياح التغيير التي هبت على العالم العربي وأجواء الانفتاح التي جاءت بها الإصلاحات السياسية قد أسالت لعاب أنصار الفيس في إمكانية استئناف النشاط السياسي بعيدا عن يافطة الفيس التي ارتبطت بالأزمة أو الإرهاب، وأضحى عبثا البحث عن إمكانية إعادة بعث هذا الحزب يالشعار نفسه والأوجه نفسها ونفس الأفكار والمشروع إن كان ثمة مشروع سياسي حسب بعض منتقدي الحزب المحل. وحسب المقربين من محيط هذا الحزب فقد أضحت حاليا القناعة الراسخة لدى قطاع واسع من بقايا هذا الحزب قائمة على ضرورة تقديم وجوه جديدة وغير مرتبطة بالأزمة وبالأخص الوجوه التي كان ينبغي أن يسمع صوتها وهي أصحاب أفكار معتدلة وفي المقابل تأخير كل الوجوه المرتبطة بالأزمة.