اتهم عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد سي عفيف، وزراء الحزب بالعمالة ووصفهم بأنّهم "مأجورون"، بتدبيرهم ل"انقلاب استباقي على بلعياط" من أجل منعه وتقليص حظوظه في تولي أمانة الأفلان بالنيابة. وقال سي عفيف، في اتصال ب"البلاد"، أنّ سبب "الخرجة الأخيرة'' لوزراء الحزب، بمعارضتهم لقرارات بلعياط التي شاركوا في صياغتها، يعود لوجود اقتراحات بتولي بلعياط تسيير الحزب بالنيابة، كما هو الحال بالنسبة للأرندي إلى غاية انعقاد المؤتمر، واتهم بشكل مباشر وزير النقل عمار تو، واعتبرّ أنّ الأخير يريد الظفر بمنصب الأمين العام باستعمال كل الطرق ولو كانت "غير شريفة". وأضاف سي عفيف، أنّ الإطاحة ببلعياط ستعمّق من أزمة الأفلان، وقد تكون الخطوة "كارثية" على الحزب العتيد، أكثر مما كانت عليه بعد تنحية الأمين العام الأسبق عبد العزيز بلخادم، ودعا الوزراء ومعارضي بلعياط لدورة استثنائية للجنة المركزية، تفتح فيها الترشيحات أمام الجميع ممن تتوفر فيهم شروط الترشح لمنصب الأمين العام، أو الاتفاق حول قيادة جماعية منسجمة تقود الحزب لغاية المؤتمر المقبل للأفلان والمرتقب في 2015، مؤكدا أنّ الوزراء لا يمثلون شيئا في الأفلان، مقارنة مع عدد 330 عضو باللجنة المركزية للحزب. من جهة أخرى، فنّد سي عفيف أن يكون الحاصل بحزب "الأفلان" صراعا بين أنصار عبد العزيز بلخادم وأنصار الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس، تمهيدا لترشيح أحدهما لرئاسيات 2014، وأكّد أنّ الأفلان "لن يرشح لا بن فليس ولا بلخادم"، وأضاف أنّ الحزب لن يدعم أي واحد منهما في حالة قررا الترشح لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشار في هذا الصدد إلى أنّ الأفلان يتجه نحو دعم مرشح توافق وإجماع، قد يكون من خارج الحزب، منوها إلى ضرورة توفر بعض الشروط في هذا المرشح مثل أن يكون "شخصية وطنية تقدمية وديمقراطية". ولم يرغب سي عفيف ذكر أسماء شخصيات محتملة بتلقي دعم من طرف "الأفلان" خلال رئاسيات 2014، غير أنّه يجري طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، والتسويق له منذ فترة على أنّه شخصية وطنية تقدمية ديمقراطية بإمكانه أن يحظى بتوافق من طرف أقطاب السياسة بالجزائر، إلى جانب السلطة، باعتبار أنّ للرجل علاقات وطيدة ومميزة مع أحزاب المعارضة، فضلا عن أحزاب الموالاة والسلطة بشكل عام، ما من شأنّه أن يشكل "مربط الفرس" ويكون المرشح الأكثر قابلية لتحقيق التوافق والإجماع بين المعارضة ممثلة أساسا في حزب "الأفافاس" والموالاة في "الأفلان". من جانبه، يتفق رئيس ما يسمى ب"مكتب دورة اللجنة المركزية"، أحمد بومهدي، مع طرح سي عفيف، ويؤكّد أن بن فليس وبلخادم خارج الخيارات المطروحة حاليا أمام "الأفلان"، ولن يكونا مرشحين عن الحزب في 2014.