سليم قلالة: رئيس يكون نموذجا وقدوة للجزائريين محمد هناد: رئيس لا يختزل نفسه في كرسي السلطة جمال بن عبد السلام: رئيس يفرزه الصندوق ويخاطب شعبه بلغته "أي رئيس يريده الجزائريون؟"، السؤال الرئيسي الذي أثار نقاشا واسعا بين ضيوف "منتدى البلاد" في ندوته الرمضانية الثانية التي خصصت للحديث حول ملف الانتخابات الرئاسية المرتقبة في ربيع 2014، واختلفت آراء ضيوف "البلاد" في الحكم على رئاسيات 2014 وملفاتها الشائكة، لكنّها اتفقت على تبني مجموعة من المواصفات التي يتوجّب ويستلزم توفرها في الشخص الذي سيحكم جزائر وجزائريين يريدون التغيير والإصلاح. فمن جانبه، عرض الكاتب والمحلل السياسي، سليم قلالة، مجموعة من المواصفات التي يراها ضرورية لمن سيحكم الجزائر بعد 2014، وإن كان يرى أنّ تحديد الشخص المناسب للمرحلة المقبلة يتأتى وفقط بعد تحديد معالم المرحلة المقبلة، وبعد الوصول لإجابة مقنعة لتساؤل مطروح "أي جزائر بعد 2014؟"، وقال " لما نحدد معالم المرحلة المقبلة نجد الشخص المناسب لرئاسة الجزائر". ما جعله يركّز على صفة واحدة، اعتبرها لازمة وضرورية "إذا أردنا بحق أن نحل مشكلة الجزائر"، وأكّد أنّ الصفة الأساسية التي يجب توفرها في "رئيس الجزائر المقبل"، قبل أي صفات أخرى هي أن يكون المترشح لشغل منصب الرجل الأول في الدولة، ناجحا في مساره المهني والتعليمي، وناجحا بكفاءة واقتدار ومهنية، وليس عن طريق "المحسوبية" و"المعريفة" و"الشكارة" وغيرها من أشكال الارتكاز ل "العصب والجماعات" التي أوصلت الكثير من "النكرات" لاعتلاء مناصب سيادية ورفيعة. وأضاف قلالة أنّ توفر مثل هذه الصفة في المترشح لرئاسة الجزائر، ستجعل منه رئيسا نموذجيا وقبل ذلك مترشحا نموذجيا ومثالا وقدوة لكافة الجزائريين، وبهذا الشكل يرى قلالة إمكانية تحقيق الهدف الأساس وهو إعادة الاعتبار والقيمة للعمل وللكفاءة، وإعادة الاعتبار لمفهوم العمل، ما من شأنّه أن يفتح باب الأمل على مصراعيه للأجيال القادمة. وخلافا للدكتور سليم قلالة، خاض كل من أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد هناد، ورئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام، في ذكر العديد من المواصفات التي رأوا وجوب توفرها في شخص "الرئيس المقبل للجزائر"، حيث ذكر الدكتور محمد هناد، أنّ الجزائر اليوم بحاجة لرئيس يتمتع بالمشروعية المستقبلية التي عرّفها بأنّها مشروعية الأداء، بحيث يثبت الرئيس مشروعيته عن طريق أدائه في الميدان ومدى قدرته على تحقيق تطلعات الشعب، عكس المشروعية التي حكمت الجزائر سابقا، وهي المشروعية الماضوية، التي عرّفها المتحدث بأنّها مشروعية الريع البترولي. وأضاف أنّ من بين الشروط التي يجب أن يتصف بها "رئيسنا المقبل" أن لا يتجاوز سنه 60 عاما، وأن يكون الرئيس متقنا لعدة لغات، متواضعا، شجاعا، معتدلا، وأن يكون متشبعا بثقافة الدولة، حيث لا يختزل نفسه في كرسي المرادية ويعتبر السلطة وسيلة وليست غاية، وله القدرة على مواجهة المزايدات، ويتمتع بشجاعة كافية تمنع أن يزايد عليه لا العروبي ولا الإسلامي ولا الديمقراطي ... وغيره. أمّا جمال بن عبد السلام، فقد وقف مطولا في سرد ما يراه "شروطا" يجب أن تتوفر في "الرئيس الذي سيجلب التغيير للجزائر"، واعتبر أنّ أول صفة للرئيس المقبل أن يكون جزائريا وطنيا يعبر عن الشخصية الجزائرية، ويخاطب الشعب بلغته، ينطلق من مقومات وثوابت الشعب الجزائري وقيمه ويكون رئيس المصالحة الحقيقية واستكمال السيادة الوطنية، ورئيس يعبّر عن إرادة الشعب، لا تصنعه فرنسا ولا العلب السوداء، بل يصنعه الصندوق الشفاف وحده. رئيس يستطيع أن يضع الجزائر في موقع إقليمي يليق بمكانتها، ويعطي النموذج للمجتمع من أجل تفعيل الطاقات الوطنية. نسيم. ع ضيوف "البلاد" أجمعوا على أهميتها في اختيار المرشحين: لابد من اختيار رئيس يتماشى ومتطلبات المرحلة المقبلة أجمع ضيوف منتدى "البلاد"، على أهمية المرحلة المقبلة التي ستقام خلالها الانتخابات الرئاسية عام 2014، حيث ستحمل تأثيرات مصيرية على مستقبل الجزائر، نظرا إلى الظروف الداخلية والإقليمية والعالمية المحيطة بها، لكن آمالهم في ما ستحمله هذه المرحلة تباينت من ضيف إلى آخر. الدكتور محمد هناد: الأمل ضئيل في تجاوز سلبيات العقود الماضية يتمنى الدكتور محمد هناد أن تكون المرحلة موعدا لانطلاقة جديدة في مسار البلاد، وهذا هو أكثر ما تحتاج إليه في الوقت الراهن لأن الجزائر بحاجة لتجاوز ما وصفه بالسيناريو القديم الذي حبس كل الطاقات وكسر يد المجتمع الذي عودته الدولة على القيام بكل شيء نيابة عنه، الذي عاشت بلادنا في ظله لعقود طويلة، وهو أكبر خطأ ارتكبته الجزائر. لكن الدكتور هناد لا يبدي تفاؤلا حيال إجراء تغيير هذه الوضعية، إذ اعتبر أن المؤشرات الحالية على مختلف الصعد لا توحي بأن التغيير قادم، ولا يزال أمامنا الكثير من الوقت لبلوغ المرحلة التي نصحح من خلالها أخطاءنا التي ارتكبناها منذ الاستقلال. الدكتور سليم قلالة: خصائص المرحلة القادمة هي من تحدد الرئيس المقبل يعتبر الدكتور سليم قلالة أن خصائص المرحلة المقبلة التي حدد سقفها الزمني ب10 سنوات ستكون هي الفيصل الذي سيحدد نوعية الشخص الذي تحتاجه الجزائر في منصب الرئيس، حيث ينبغي على مختلف الأطراف إيجاد تقييم علمي لمميزاتها ومتطلباتها لأجل بلورة رؤية واضحة حول من لديه استحقاق تولي أعلى منصب في البلاد، وهذا من خلال التشخيص العلمي، وخارج الحسابات الخفية لجماعات المصالح. وشدد الدكتور قلالة على ضرورة إشراك أكبر طيف ممكن من الأطياف الوطنية في النقاش حول خصائص المرحلة والتحديات والفرص التي تواجهنا خلالها، مطالبا بإشراك كل من القوى المفكرة التي قال إنها تعاني من التهميش من جهة وانسحابها من ساحة التأثير من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام التي عليها أن تدلي بدلوها في رسم معالم شخص الرئيس القادر على تلبية متطلبات المرحلة المقبلة، ولا يجد ضيف "البلاد" مانعا من الاستعانة بتجارب الدول الأجنبية التي تعطينا خبراتها وخلاصة تجاربها في تسيير المراحل الانتقالية بين فترتين مختلفتين. جمال عبد السلام: لابد من مرحلة تخرجنا من السلبيات التي تراكمت منذ الاستقلال ينطلق رئيس حزب جبهة الجزائر الجديد جمال عبد السلام، من ما وصفها بالسلبيات التي تراكمت منذ الاستقلال على مختلف الصعد في الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالنظام الذي أدخل البلاد في أزمات منذ 51 سنة، بسبب ممارساته التي ظهرت من خلال التمسك بالسلطة وترك فراغ كبير في محيطها، حتى تفرض نفسها كحل وحيد في البلاد. ودعا عبد السلام إلى ضرورة انتقال الشرعية من جيل الثورة إلى جيل الاستقلال الذي حان الوقت لتسلم مهامه في قيادة البلاد إلى المرحلة المقبلة التي يؤمل منها أن تنقل الجزائر إلى واقع جديد يخرجها من مشاكلها المزمنة على مر العقود الماضية، خاصة مسألتي الظلم والجهوية التي ولدت ردات فعل أثرت سلبا على استقرار الوطن. علي العقون سليم قلالة يعرض فرص وتحديات ومخاوف المرحلة المقبلة "3 عناصر يجب أن يستوعبها الرئيس المقبل لإنقاذ الجزائر" "تأجيل عملية التغيير سيفرض على الجزائر حلولا كارثية في المستقبل" "السلطة مدركة لوجوب التغيير، لكنها غير قادرة وخائفة" يطرح الدكتور سليم قلالة، مجموعة من الخيارات والفرص والتهديدات والتحديات، التي تواجه الجزائر خلال المرحلة المقبلة، ويدق ناقوس الخطر، فيما يخص التهديدات، التي دعا للاستعداد لها. بينما يرى وجوب تحويل التحديات لفرص من أجل الاستفادة منها. ورأى قلالة أنّ القبول بالتغيير حاليا لن يكلّف كثيرا، باعتبار أنّ الجزائر تعيش ظرفا اقتصاديا مريحا، بينما حذّر من التماطل والتأجيل في إحداث تغيير سلمي وإصلاح حقيقي، ما سيؤدي حسب قلالة لسيناريوهات غير متوقعة، حيث يكون التغيير آنذاك مفروضا على الجزائر وبشكل استعجالي. وأضاف "محكوم على الجزائر أن يحدث بها التغيير، لأنّه خيار استراتيجي، ينبغي أن يتفق عليه الجميع". وردا على سؤال حول مدى إمكانية قبول السلطة للتغيير الآن، قال قلالة "السلطة مدركة لوجوب التغيير السلمي، لكنها غير قادرة وخائفة من التغيير وليس لديها ثقة في الأطراف الأخرى المقابلة لها". وأكّد قلالة أنّ تأجيل التغيير لن يجلب للجزائر سوى الحلول الكارثية، وقد تكون مفروضة من الخارج في وقت لا تجد فيه الجزائر بدائل أو خيارات، وتكون مضطرة للقبول به حتى وإن كان كارثيا وبمثابة تهديد لتماسكها ووحدتها. وأبرز قلالة مجموعة من التهديدات، أولها التهديد الأمني، حيث كان لهجوم تيغنتورين انعكاسات كبيرة اقتصاديا، وأنتج تغييرات في شروط الاستثمار وتأمين مساحة 100 كلم من مناطق الإنتاج وهذا يراه قلالة أحد الأمور التي يجب أن يعيها الرئيس المقبل بشكل كبير، إضافة للتهديد الديمغرافي، فأعداد كبيرة من مئات الآلاف لديها معارف وتحمل شهادات جامعية، وجميعها تطلب مناصب شغل وعمل، ونفس الوضع مع التهديدات الاقتصادية، والتهديدات التقليدية الأخرى كمنظومة القيم والتماسك الاجتماعي، ومنظومة القيم المتردية، حيث برز جيل من الشباب يحمل رغبة في عدم العمل وقبض الأجر. أمّا الفرص، فتتمثل حسب قلالة في مداخيل البترول التي يمكن أن تستمر الى 15 سنة على الأقل، والطاقات الشابة والانسجام الاجتماعي وهي فرص وعوامل نجاح. وفي مجال التحديات، اعتبر قلالة أنّ التحدي الأول يتمثل في القوى المحيطة بنا كل من تونس والمغرب وليبيا، إذ يجب حسب المتحدث ربط علاقات قوية خصوصا في المجال الاقتصادي مع هذه الدول حتى لا تتحول إلى مصدر تهديد وخصوصا ليبيا. وأكّد قلالة أنّ الرئيس المقبل إذا ما استوعب هذه العناصر الثلاثة وكانت لديه الميكانيزمات اللازمة للتعاطي معها سوف تمر الجزائر نحو سيناريو نمو وليس سيناريو انكسار. نسيم.ع السلطة أضعفت الأحزاب حتى تبقى القوة الوحيدة التي تمتلك الحل دار معظم النقاش الذي شهده "منتدى البلاد" حول الرئاسيات المقبلة والاستحقاقات التي تدور حولها على الصفات الشخصية، على حساب الأحزاب السياسية التي من المفترض أن تقدم مرشحين عنها يمثلونها، وينطلقون من عقائدها ومبادئها السياسية، حيث لا توجد مؤشرات في الوقت الراهن توحي بأن هذه الأحزاب جاهزة لأن تخرج من صفوفها فارسا له حظوظ وفيرة في السباق الرئاسي المقبل. الدكتور سليم قلالة: الكفاءة الشخصية أولا تركز تحليل الدكتور سليم قلالة على الاعتبارات الذاتية لكل مرشح، بما فيها الكفاءة والنجاح والنزاهة، حيث اعتبرها العوامل الحاسمة في الحكم على مدى استحقاق أي مرشح للانتخابات لدخول قصر المرادية حتى لو كان مرشح النظام نفسه، بينما لم يكن الانتماء الحزبي في نفس درجة الاهتمام في طرح ضيف البلاد. ولتوضيح رؤيته حول اهمية دور الشخص التي من الممكن أن تتجاوز حتى الحزب الذي ينتمي اليه، اعتبر الدكتور قلالة أن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الراهن باراك أوباما نموذجا لهذا السيناريو، حيث كان الجمهوريون هم الأكثر ترجيحا للفوز في الانتخابات أمام الديمقراطيين الذين كانوا في مرحلة سياسية سيئة عند انتهاء العهدة الثانية للرئيس جورج بوش ، لكن شخص أوباما وما له من "كاريزما" وتأثير وكفاءة جعله يقود حزبه إلى الفوز بقيادة الادارة لعهدتين. الدكتور محمد هناد : لا أستبعد السيناريو المصري في حالة صعود مرشح من خارج النظام يرى الدكتور محمد هناد أن نجاح المترشحين للرئاسيات المقبلة لا يهم إذا كانوا مترشحين عن أحزاب سياسية أو مستقلين، لأن العامل الحاسم في مسارهم نحو منصب الرئيس هو طريقة تعامل السلطة معهم، وهنا أبدى تشاؤما حول حظوظ أي مرشح من خارج النظام في بلوغ الرئاسة، حيث توجد جماعات مصالح وحسابات داخل جسم النظام سوف تعمل من خلال مخابرها على التأثير عليه . ولم يستبعد أن يتكررالسيناريو المصري في الجزائر في حالة صعود مرشح حزبي أو مستقل خارج النظام، حيث سيؤدي ذلك إلى تصادم الرؤى والمصالح وقيام الأطراف التي تتعرض مصالحها للتهديد بتقويض سلطته، وحتى عزله مثلما حصل مع محمد مرسي إذا اقتضى الأمر ذلك. جمال عبد السلام: النظام أضعف الأحزاب حتى يبقى الحل بيده هو فقط اتهم رئيس حزب الجزائر الجديدة، النظام بأنه يسعى لإضعاف كل القوى الموجودة على الساحة بما فيها الأحزاب السياسية، وهذا لخلق فراغ من حوله، حتى يبقى الحل بيده هو فقط، والدليل على هذا التوجه هو عدم توفير السلطة للمناخ الملائم لظهور الكفاءات التي تحمل مشروعا واعدا، وتقديمها للمجتمع حتى يكتشفها وتنال ثقته. وهذا برأي ضيف "منتدى البلاد" تكرار للتجربة التي عاشتها الجزائر في بداية التسعينيات، عندما بدأت الساحة السياسية تشهد انفتاحا وتعددية، لكن السلطة لما شرعت بالتهديد الذي مثلته القوى التي ظهرت آنذاك شرعت في التضييق، وتبني استراتيجية التصحر السياسي لغلق الآفاق أمامها. علي العقون "على بوتفليقة أن يلعب دورا مساعدا في فتح السباق الرئاسي" على الرغم من الاختلاف الكلي والجزئي في رؤى ضيوف "منتدى البلاد" حول الاستحقاقات السياسية المقبلة في الجزائر على ضوء الرئاسيات المرتقبة عام 2014، إلا أن نقطة فتح سباق هذه الرئاسيات وعدم حصرها في الشخصيات التي تدور في فلك السلطة، كانت محل توافق وإجماع كبير بين الضيوف الثلاثة، حيث شددوا على أهمية الموعد الانتخابي المرتقب كفرصة لا يجب أن تضيع في إجراء التغيير الذي هو آت لا محالة حسب إرادة السلطة، والذي إذا لم يتم فإنها سترغم على إجرائه في زمن وظروف خارج خياراتها وإرادتها جمال بن عبد السلام : هناك طرف في السلطة يقاوم التغيير يرى رئيس حزب الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام أن هناك صراعا بين جناحين في السلطة، أحدهما متحمس للتغيير ويشجع على الشروع فيه ضمن أقرب الآجال الممكنة لإخراج البلاد من حالة الركود التي تعيشها في الوقت الراهن، ويقابله جناح آخر يقاوم مشاريع التغيير بكل ما أوتي من قوة، نظرا لارتباط سلطاته ومصالحه بالأوضاع الحالية ويخشى ضياعها. والحل يكمن برأي بن عبد السلام في انتصار الطرف المؤيد للتغيير على الطرف المعارض له، وفي هذه الحالة يمكن أن تشق الجزائر سكتها في طريق التغيير والانفتاح السياسي، ويمكن للرئيس بوتفليقة أن يلعب دورا مساعدا في هذا الصدد من خلال دعمه لخيار فتح السباق الرئاسي المقبل وطرح مبادرة في هذا الاتجاه، بالاضافة للقيام بحوار وطني يجمع بين مختلف الأطراف والأطياف في البلاد للخروج من حالة التصحر السايسي، والفراغ الذي عمدت السلطة إلى إحاطة نفسها به لتكريس نفسها كقوة وحيدة. الدكتور سليم قلالة: لابد أن تتوفر الشجاعة في الجيل الجديد لتولي زمام القيادة اعتبر الأستاذ الجامعي والمحلل السايسي، سليم قلالة، أن هناك جيلا يمتلك القدرات الكافية لإدارة شؤون البلاد، وهو يمثل حاليا القوة الحية في مختلف دوائر السلطة، لكنه حاليا صامت ومتحفظ، ولا يعبر عن آرائه ولا عن تطلعاته في قيادة البلاد نحو المستقبل، وهذا السكوت غير مبرر، فمع الاحترام للأجيال القديمة لابد لها أن تفسح المجال للجيل الجديد الذي يمتلك نماذج قادرة على إحداث النقلة الإيجابية نحو المستقبل. أما فيما يخص نية السلطة في تشجيع التغيير وفتح السباق الرئاسي المقبل، فقد أكد الدكتور قلالة أنها مدركة لضرورة التغيير ولديها تحليل وافي، لكنها تخاف وليس لديها الثقة في الآخر إذا كانت لديه القدرة على السلطة واتخاذ القرارات، فهي تفصل التأجيل إلى حين، واذا استمرت على هذا التأجيل فإن الحل القادم سيفرض عليها، وسيكون كارثيا، على عكس الوضع الحالي الذي هو مريح، وفيه خيارات وبدائل لن تكون متوفرة في المستقبل. الدكتور محمد هناد: على السلطة القضاء على عقدة التزوير لإعطاء معنى للرئاسيات يتفق الدكتور محمد هناد مع رأي الضيفين الآخرين في "منتدى البلاد" حول أهمية فتح سباق الرئاسيات المقبلة كضرورة تفرضها مصلحة البلاد، إلا أنه أبدى تشاؤما حول مدى استعداد السلطة لتبني هذا الخيار، حيث توجد الكثير من الأطراف التي تورطت في ملفات ثقيلة تخشى أن تأتي الرئاسيات المقبلة بمن يجعلها تدفع ثمن التغيير. وشدد الدكتور هناد على ضرورة إزالة عقدة التزوير واحترام نزاهة الانتخابات المقبلة، والتي يجب أن تكون الوسيلة التي يكافىء أو يعاقب بها أي رئيس قادم، حيث يمارس الشعب سلطاته في تقرير مصيره وتحديد الخيارات التي يريد تبنيها في المستقبل، فالمجتمع الجزائري ليس عقيما، ويستطيع إخراج الطاقات التي يمكنها إخراجه من الوضعية الراهنة إلى الأفضل. علي العقون