نشطت القاصمة الشابة مدينة كريمش مساء أول أمس لقاء أدبيا بجمعية ''الجاحظية'' لتقديم مجموعتها الصادرة مؤخرا تحت عنوان ''لا أدري''، حيث غاصت في عمق تجربتها التي جمعت فيها بين تخصصها في مجال التصوير الفوتوغرافي وحبها للفنون التشكيلية والكتابة القصصية. وتضمنت مجموعة مدينة التي تعد ثاني تجربة تخوضها الكاتبة بعد باكورتها ''رائحة البياض''، ثماني قصص قصيرة من بينها ''العمودان''، ''بلا عنون''، ''الأعضاء''، ''جرح الذاكرة''، و''لا أدري'' التي شغلت الحيز المكاني الأكبر من هذا الإصدار. وتقول القاصة الشابة إنها عالجت من خلال مجموعتها معاناة الفنان النفسية وهمومه وسعيه لتجاوز كل الحواجز التي يفرضها الواقع الإنساني عليه، فهذا المبدع الفنان، حسبها، يفضل التمرد على الحياة والمنطق والعيش حرا طليقا في عالمه الجميل المليء بالجنون بدل العيش حبيسا. وتحدثت ضيفة ''الجاحظية'' عن مضمون مجموعتها التي تحكي قصة ''كمال'' و''سعاد'' اللذين تجمعهما ممارسة الرسم التشكيلي ويقطنان في نفس العمارة التي تحمل اسم ''عمارة الفنانين'' أو ''عمارة المجانين'' كما يلقبها سكان الحي، حيث يتواصل هذان الشابين من خلال الهاتف النقال بالرسائل القصيرة بدل المواجهة المباشرة كونهما خجولين.. غير أن هذه العلاقة سرعان ما تفشل كون ''كمال'' شخصية غير متوازنة ولامبالية، فهو يعيش للفن فقط ويتهرب دوما من الواقع.