أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بسكرة، أمس، المدعو ( ب.م)، 34 سنة ب 15 سنة سجنا نافذا وتغريمه بنحو 100 مليون سنتيم لصالح الأطراف المدنية المتمثلة في كل من أبيه وأمه وباقي الأفراد، لارتكابه جناية القتل العمدي في حق الضحية (ح. س) بعد أن نشب بين المدان والضحية شجار تطور إلى عنف متبادل وإصابة الجاني بنزيف على مستوى رأسه بعد ضربه بآجرة. وقد طالب ممثل الحق العام بمعاقبة الجاني بالمؤبد لكون وقائع هذه القضية ثابتة وتمت على مرحلتين خارج وداخل الغرفة بوسط مشروع بناء مدرسة بالمغير بعد تناول المتهم والجاني لوجبة عشاء بحضور ضيف عسكري وشاهدين، نشب الشجار عقب معاكسة خطيبة المتهم ما أدى إلى قتل الضحية بعد تدبير والانتقام منه بالاعتداء عليه بآلة حادة . المتهم كذب على هيئة العدالة على أساس أن نكرانه للوقائع أمر طبيعي وهذا بعد أن تحول فعله إلى موت مباشر في عين المكان لقوة الطعنة الثالثة، بدليل الخبرة المجراة التي أبانت أن الطعنة كانت بسكين عريض ولم تكن بقاطع الأظافر كما قيل، نافيا وجود فرضية بعدم توفر القصد الجنائي على أساس أن رفضه للذهاب إلى المستشفى كان في رغبة منه لإخفاء دليل الجرم. وفيما طالب أحد محامي الجاني بإعادة تكييف القضية إلى قضية الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة وقصد إحداثها فيما التمس الآخر تبرئة موكله، على اعتبار أن تصريحات الشهود جاءت متضاربة ومفاجئة وغريبة وأن موكله كان في حالة دفاع عن النفس ولم يهرب على أن هذه القضية تعد لغزا محيرا يمكن على ضوئه توجيه الاتهام إلى أي واحد من الشهود في ظل تواجد شاهد عسكري غريب في مسرح الجريمة. هذا وتعود هذه القضية الشائكة التي أنكر فيها الجاني ما نسب إليه إلى يوم الجمعة من الفاتح من أكتوبر 2009 عندما دخل أحد الشهود إلى غرفة نوم هؤلاء فوجد الضحية بصدد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد طعنه بآلة حادة لم يعثر عيلها على مستوى القلب، حينها هم أحدهم بالاستنجاد بصاحب سيارة ''فرود'' لنقل الضحية إلى مستشفى المدينة فوجد شرطيا بالقرب من مكان الجريمة فاستنجد به والذي بدروه أخبر زملاءه بما شاهد، حيث تم فتح تحقيق وراحت أولى الشكوك إلى الجاني الموقوف في عين المكان الذي كان قد اتهم هؤلاء والضحية بعدم رجولتهم على خلفية تحرش أحدهم بخطيبته بولاية بجاية عبر الهاتف النقال. فيما سب الضحية أم الجاني وأهله. هذا وأنكر الجاني التهمة المنسوبة إليه، زاعما أن هناك أطرافا خفية لا تزال تريد الزج به في السجن دون أي وجه حق قبل أن يذرف الدموع أمام القاضي الذي لم يقتنع بهذه المبررات الناجمة عن مكالمة هاتفية في شكل معاكسة كان من المفروض عليه أن يتجاوزها.