بن فليس لمقربين: لن أترشح في حال ترشح الرئيس بوتفليقة تكون القرارات الأخيرة التي أعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ودشن بها عودته القوية إلى واجهة الأحداث السياسية، بفعل تعديلات عميقة على المؤسسة العسكرية ثم الجهاز التنفيذي ... تكون هاته القرارات قد فعلت فعلتها على مشروع الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني علي بن فليس، بخصوص مسألة ترشحه للرئاسيات المقبلة، ويقول عدد من الملاحظين إن هاته الأمنية التي ظلت تراود الأخير منذ أزيد من سنتين، وتدفع بفريق واسع من أنصاره إلى ركوب موجة "بن فليس مرشحنا" قد تنتحر على أسوار مفاجآت عديد سيحملها المشهد السياسي، في الأيام المقبلة، خاصة إذا تم التمديد للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وفق سيناريو تعديل الدستور. أي موقف سيتخذه علي بن فليس بخصوص الرئاسيات المقبلة؟ وهل سيتراجع و"يتنازل" عن رغبته في الترشح، بعدما ظل يراوده حنين ما صنعه في 2004 ... هو سؤال جوهري طرح نفسه بقوة في الساحة السياسية في المدة الأخيرة، على ضوء مجموعة من المستجدات يبدو أنها لا تخدم الطموح المذكور، بما أن كل مؤشراتها أوحت إلى أن الترشح إلى رئاسيات 2014 لن يكون حلما ورديا، مثلما يشتهيه على بن فليس، وأن المغامرة في هذا الطريق تحتاج قوة كبيرة ليرتقي إلى منافسة مرشح من حجم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وبرأي بعض المحللين، فإن التركيبة التي ضمتها الحكومة الجديدة برئاسة عبد المالك، وما سبقها من أحداث أخرى، خاصة بعد انتخاب أمين عام جديد لحزب جبهة التحرير الوطني، ثم الانكماش الحاصل في الفريق الذي ظل معاديا لخيار انتخاب الأخير على رأس الأفلان، إضافة إلى التوقيت، غير البريء، الذي وقعت فيه جميع هاته الأمور ... فإن كل ذلك يعني حسب هؤلاء، أن إسمنتا سياسيا تم وضعه في طريق المرشح القوي لرئاسيات 2004، خاصة مع تسابق العديد من الإيحاءات التي تفيد بعزم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة على الترشح مرة أخرى لعهدة رابعة، أو على الأقل تمديد عهدته الرئاسية لسنتين إضافيتين، وهو التوجه الذي يبقى غالبا حسب المعطيات الراهنة، لاسيما مع بداية العد التنازلي للشروع في عملة تعديل الدستور التي قد تتحول إلى أكبر رهان سياسي بالنسبة إلى السلطة الآن. وتقول بعض الأوساط المقربة من الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني علي بن فليس، إنه كان قد أشار، في وقت سابق، إلى بعض مقربيه أن نيته في الترشح لرئاسيات 2014، لن تترسم بشكل رسمي إلا في حالة واحدة تتمثل في إعلان انسحاب الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة من سباق ذات الاستحقاقات، حيث يبقى الأخير، حسب أصداء متناقلة من أوساط قريبة منه، متأثرا بما وقع ليلة 8 أفريل 2004، عند الاستحقاق الرئاسي وبقوة كبيرة إلى غريمه عبد العزيز بوتفليقة، مقابل نتائج هزيلة وغير متوقعة حصل عليها علي بن فليس. وفي سياق آخر، تروي مصادر أخرى، أن الرئيس الأسبق للحكومة، رفض اتخاذ أي موقف حاسم حيال المسألة المذكورة، ورفض التريث لرؤية أوراق سياسية تدخل الساحة في ظل التفاعل الكبير الذي تشهده الأحداث المتسارعة، التي قد ترجح الكفة لصالحه في وقت من الأوقات... وهو ربما ما دفعه إلى القيام بزيارة سياحية إلى العاصمة الفرنسية باريس، حتى يرتاح قليلا من ضوضاء السياسة...