حملات ملاحقة للرافضين للامتثال لقرارات الطرد في العاصمة روما ألقت وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الايطالية أمس القبض على 21 مهاجرا غير شرعي من جنسية جزائرية على بعد نحو 15 ميلا فقط من جزيرة سردينيا. و كان الموقوفون على متن قارب صيد تقليدي الصنع بصدد القيام بمحاولة الدخول إلى الأراضي الإيطالية. وتم اكتشاف قارب الصيد الذي كان على متنه "الحراقة " الجزائريون أثناء قيام وحدات خفر السواحل بدورية تفتيش على متن اثنين من زوارق البحرية وخدمة الإنقاذ البحري التابع للحرس المدني، وقد تم توقيف المهاجرين غير الشرعيين على بعد أميال قليلة من شاطئ تولادا القريب من جزيرة سردينيا، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الايطالية " آنسا "، وتم اعتراضهم من قبل دورية مشتركة بين وحدات الأمن والحرس المدني الإيطالي. التحريات الأولية التي قامت بها الجهات الأمنية الإيطالية مع " الحراقة " الموقوفين، كشفت أنهم من جنسية جزائرية و تراوح أعمارهم بين 21 و 36سنة، كانوا قد أقلعوا ليلة الأحد إلى الاثنين من شاطئ جنان الباي ببلدية سيرايدي بعنابة، وقاموا برحلة دامت نحو 17 ساعة على متن قارب صيد، أخذوا خلالها قسطا من الراحة عند قيام قائد الزورق بتغيير المحرك، في الوقت الذي تداولت فيه أطراف متتابعة لشؤون ظاهرة "الحرقة " أمس أخبارا مفادها أن الفوج الذي سقط في قبضة وحدات البحرية الإيطالية يضم مجموعة من الشبان الذين ينحدرون من حي سيدي سالم بالبوني، إضافة إلى خمسة شبان من ولاية الطارف، وقد اتصل بعضهم بأهاليهم صبيحة أمس لطمأنتهم على حالتهم الصحية، وأنهم وصلوا إلى إيطاليا وتم توقيفهم على مشارف جزيرة سردينيا. وقد تم تحويل "الحراقة" إلى مركز الاحتجاز الجماعي المتواجد بمدينة كاغلياري في انتظار اتخاذ التدابير القانونية الخاصة بترحيلهم للجزائر، علما وأن هذا الفوج هو الثاني من نوعه الذي يسقط في قبضة وحدات البحرية الإيطالية على بعد أميال قليلة من جزيرة سردينيا، بعدما كان فوج أول يتشكل من 26 شخصا قد تم توقيفه مساء الأحد الماضي، بعد رحلة بحرية انطلقت من شواطئ عنابة . إلى ذلك كشفت وكالة "أنسا" أن السلطات الايطالية قامت خلال الأسبوع الفارط بترحيل مهاجرين جزائريين غير شرعيين إلى بلادهم، ضمن عملية استهدفت جميع المهاجرين الذين يتواجدون داخل التراب الايطالي بطريقة غير قانونية، وأفاد ذات المصدر بأن وزارة داخلية الإيطالية أعلنت في بيان لها بأنها قد تكفلت بعملية ترحيل "حراقة" عن طريق رحلات جوية إلى بلدانهم الأصلية . وأشار بيان الداخلية الايطالية إلى أن "الحراقة" الحاملين للجنسيات الجزائرية، المغربية والنيجيرية يمثلون حصة الأسد من المهاجرين الذين تم ترحيلهم باتجاه بلدانهم كمرحلة أولى، وأن العملية ستتواصل على دفعات انطلاقا من مطاري روما و ميلانو. بالموازاة مع ذلك ذكرت مصادر إعلامية إيطالية أمس، أن قوات الأمن اعتقلت مطلع الأسبوع الجاري 17 شخصا بالعاصمة روما، نظرا لعدم امتثالهم لقرار الترحيل الصادر في حقّهم، وقد اتضح بأنه يوجد بين الموقوفين ثلاثة جزائريين وثلاثة آخرين من ألبانيا واثنين من مصر وآخرون من السينغال، العراق، كولومبيا، والبنغال، وجزر المالديف والمغرب، وقد أبرزت المصادر ذاتها أن عملية الاعتقال قد تمت خلال عملية مراقبة عادية لعناصر الشرطة في روما، والتي مكّنت من القبض على هؤلاء "الحراقة" الذين رفضوا تنفيذ قرار الطرد الذي كان قد صدر في حقهم في وقت سابق، متهربين في ذلك من قرارات المحكمة والجهات المنظمة للتواجد في التراب الايطالي . وعليه ينتظر ترحيل "الحراقة "الثلاثة باتجاه الجزائر في غضون الأيام القادمة،وهذا تنفيذا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتنظيم عملية تنقل الأشخاص.