وزارة الصحة تتهم أطرافا بالاستيلاء على اللقحات وتحويلها إلى العيادات الخاصة يعيش عدد من المراكز الصحية الجوارية أزمة جديدة للقاحات، حيث عجزت عن تغطية الطلب عليها في ظل إمدادها بكميات محدودة لا تسد الحاجة، الأمر الذي أدى إلى وقوع شجارات بين المصالح الطبية والمواطنين الذين أجبروا على التنقل يوميا إلى تلك المراكز لتلقيح أطفالهم وفي كل مرة يعودون خائبين بسبب غياب اللقاحات. أكد رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية الياس مرابط، وجود نقص كبير في اللقاحات على مستوى عدد من المراكز الصحية الجوارية عبر الوطن، متهما وزارة الصحة بعدم توفير الكميات اللازمة لتغطية الطلب على اللقاح الذي يتصف بأهمية كبرى بالنسبة إلى الأطفال، خصوصا لقاح HIB، الذي يقي الأطفال من أمراض عديدة على رأسها التيتانوس، السعال الديكي والالتهابات الرئوية، مما يعرض الأطفال إلى الإصابة بها بسبب التأخر في أخذ اللقاح، كاشفا عن وجود صراع يومي مع المواطنين الذين يحتجون في كل مرة يتنقلون فيها لتطعيم أطفالهم ليفاجؤوا بعدم وجود اللقاحات اللازمة. وأضاف مرابط في اتصال ب"البلاد"، أن اللقاحات التي يتم استيرادها من قبل معهد باستور التابع لوزارة الصحة، توزع من قبل هذا الأخير بكميات غير كافية، بالرغم من أن جميع المؤسسات الاستشفائية والمراكز الصحية تعد قائمة باحتياجاتها من اللقاحات كل سنة، والتي ترفع إلى وزارة الصحة لإعداد قائمة بكمية اللقاحات التي يجب استيرادها، وبعدما تتم عملية الاستيراد، يقوم المعهد بتوزيعها على جميع الهياكل وفق قائمة الاحتياجات، إلا أن باستور يتعمد إمدادها بكميات قليلة لأسباب مجهولة، كما كشف عن عدم وجود المصل المضاد للتيتانوس "SAT" منذ ما يزيد عن عامين، متهما الوزارة بالتلاعب بحياة المرضى. وحسب المتحدث ذاته، فإنه لا يمكن تأجيل تلقيح الأطفال أزيد من 3 أشهر بالنسبة إلى البعض و6 أشهر للبعض الآخر، إلا أن احترام الرزنامة الوطنية للتلقيحات أمر ضروري لأنها مبينة على معايير طبية وعلمية. من جانبه، أكد المكلف بالإعلام بوزارة الصحة سليم بلقسام في اتصال ب"البلاد"، عدم وجود أي نقص في اللقاحات على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن معهد باستور قام بإمداد كافة المراكز الصحية بالكميات اللازمة لتغطية حاجياتها التي عبرت عنها في القائمة التي رفعتها إلى الوزارة، متهما بعض الأطراف بتحويل اللقاحات من المراكز العمومية إلى العيادات الخاصة، مما تسبب في نقص كبير. وأضاف بلقسام، أن اللقاحات موجودة وبكميات أكبر، مؤكدا على أن معهد باستور يحوز على مخزن احتياطي للحالات الطارئة، وكذلك بالنسبة إلى المصل المضاد للتيتانوس، لأن الجزائر تعتمد بنسبة 100 % على اللقاحات المستوردة، ولهذا تستورد ما يفوق عن حاجتها تحسبا لأي نقص، واتهم المؤسسات بعدم المسؤولية لأنها لا تحدد حاجياتها بدقة ولهذا تواجه هذا المشكل الذي يروح ضحيته المواطن البسيط.