وصل الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس الاثنين، إلى دمشق، المحطة الأبرز ضمن جولته الإقليمية لتحقيق توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة، بمشاركة النظام والمعارضة المنقسمة حول المؤتمر. ووصل الإبراهيمي إلى فندق شيراتون بوسط دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي غادر بعد دقائق قليلة، بحسب ما أفادت صحافية في وكالة الأنباء الفرنسية .ولم يُدلِ أيٌّ من الرجلين بتصريحات من الفندق. وكان الإبراهيمي وصل صباح أمس إلى مطار بيروت قادماً من طهران، وانتقل منه عن طريق البر إلى دمشق، في زيارة هي الأولى منذ قرابة عام. وكان مصدر حكومي سوري أفاد، الأحد، بأن زيارة الإبراهيمي "قد تستمر ليومين". وسوريا هي المحطة الثامنة ضمن جولته الإقليمية لحشد تأييد حول مؤتمر جنيف 2 الذي يرجح عقده في 23 نوفمبر المقبل، علماً بأن هذا الموعد ليس رسمياً بعد. وشملت جولة الإبراهيمي غالبية الدول الإقليمية المعنية بالنزاع السوري وأبرزها إيران وتركيا والعراق وقطر، باستثناء المملكة العربية السعودية. وكان الرئيس السوري بشار الأسد دعا خلال حديث تلفزيوني الأسبوع الماضي الإبراهيمي إلى "عدم الخروج عن إطار المهام" الموكلة إليه والتزام الحياد. وتعود الزيارة الأخيرة للإبراهيمي إلى سوريا إلى ديسمبر 2012. ووجهت دمشق والإعلام السوري اليه من بعدها انتقادات لاذعة. وقالت صحيفة "الوطن" في حينه إن الأسد أنهى اجتماعه بالإبراهيمي بعدما "تجرّأ" على سؤاله عن احتمال ترشحه لولاية جديدة. ولم تتضح بعد المواقف النهائية لطرفي النزاع الأساسيين من المؤتمر الذي طرحت موسكو وواشنطن فكرته في مايو 2012. ففي حين يعلن النظام مشاركته "من دون شروط"، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة "الإرهابيين" والبحث في مصير الرئيس بشار الأسد. في المقابل، يشهد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تبايناً في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يشدد على "ثوابت" أبرزها عدم التفاوض إلا حول "انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل" الأسد. ويواجه الائتلاف ضغوطاً دولية للمشاركة في المؤتمر، ومن المقرر أن يتخذ قراره النهائي حوله خلال اجتماعات يبدأها في إسطنبول في التاسع من نوفمبر. إلى ذلك، أعلنت 19 مجموعة مقاتلة بارزة بينها "لواء التوحيد" و"أحفاد الرسول" و"أحرار الشام" و"صقور الشام"، السبت أن المشاركة في المؤتمر هي "خيانة تستوجب المثول أمام محاكمنا". ورداً على هذه التهديدات، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه "من المشين أن يباشر بعض هذه المنظمات المتطرفة، الإرهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا بإطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الأولى". وأضاف ان "هذه التهديدات موجّهة إلى الذين سيتجرأون على الذهاب إلى مؤتمر جنيف الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة".