المعارك تجددت وسط رعب الاطفال وكبار السن حرق مصلي وعمارة... وتراشق بالبوق والمولوطوف في مواجهات حي المالحة السكان يطالبون بانجاز مقر للأمن الوطني اشتعلت من جديد المواجهات اليوم بحي المالحة بين سكان كوسيدار والكاريار بعين النعجة بعد ان هدئت المناوشات لساعة قليلة، قبل ان تنطلق من جديد ، حينما استغل شباب كوسيدار ذهاب ارباب العمل من عائلات سكان الكاريار الى عملهم ، ليقوموا بإخافة النسوة واعلان الحرب التي حولت المنطقة الى كابول صغيرة ...صراخ لأطفال ونساء وبكاء لفتيات لم يستطعن مغادرة الاكمالية الموجودة بالحي وحجارة تم حملها من طرف شيوخ لحماية اعراضهم كما قالوا ، فيما نصب الشباب الذين بادروا بالهجوم حاجز بالقرب من نقطة توقف الحافلات ، شبيهة بالحواجز التي كان يقيمها الارهابيون ، حيث تم تفتيش الحافلة بالسيوف والاعتداء على كل يشتبه فيه انه من الجهة المعادية وسط غياب للمصالح الامنية . نسوة يصرخن من الشرفات ..اين الامن وشيوخ حملوا الحجارة لحماية بناتهم الساعة كانت تشير الى ال11.30 صباحا ، اين قصدنا المنطقة في محاولة منا لتقصي الحقائق ، ظانين ان المناوشات والمعارك قد انتهت ، الا ان الواقع كان مغاير تماما ، اول ماكان في طريقنا نقطة تفتيش لمصالح الدرك بعيدة عن منطقة المناوشات ، رفض القائمين عليها السماح لنا بتغطية مايجري الا بتصريح من السلطات المعنية ، ولكننا استطعنا التسلل والتقرب من المناوشات . الخطر كان يحاصرنا من كل جهة ، لاسيما وان الحيين كانا على صفيح ساخن، تحدثنا الى بعض كبار الحي الذين كانوا حاملين للحجارة وبعضهم ينظر من بعيد للمعركة اين كانت الحجارة تتطاير ، فيما تعالى صوت ما يعرف "بالبوق" والمولوطوف ، صرح احدهم ان القضية لاتعود الى مناوشات عادية بين منحرفين ، انما تعود الى سنتين خلت ، حيث لاتكاد تهدء معركة حتى تقام اخرى ، بسبب الجهوية فالحيين مختلطين يضمان سكان الاحياء الشعبية بكل من باب الواد ، والحراش وبراقي ودرقانة ، وكل فئة تحاول فرض سيطرتها على الاخرى ووسط الانعدام الكلي للأمن وجد المنحرفون ظالتهم بالمنطقة ، ليقاطعه اخر ويقول ان القضية اصبحت قضية شرف وأعراض ، بعد ان ارتفعت حالات الاعتداء والمضايقات التي يتعرضن لها تلميذات حي الكاريار اللواتي يدرسن باكمالية " محمد الزواوي" من طرف الجهة المعادية ووصل الامر بإدارة المتوسطة ان تمنع خروج الفتيات والتلاميذ على حد سواء الى غاية الساعة الثامنة مساءا خوفا من الاعتداء عليهم لاسيما اثناء نشوب تلك المناوشات .. امرأة اخرى تحدثنا اليها طالبت بتوفير الامن واقامة مقر للأمن الحضري ، مؤكدة ان الامهات من كلى الطرفين تعشن على اعصابها كل يوم ، خوفا من فقدان فلذات اكبادها والاعتداء بالنظر الى الاسلحة البيضاء المستعملة ، من خناجر وسيوف ومن الحجم الكبير ، وهو ما وقفنا عليه ، حيث حاول احد الشباب تهديدنا بواسطة خنجر بعد ان طالبنا بالرحيل مرددا كلمة "روحوا ليهم اهدروا معاهم.. " ووجهه مصاب بعدة كدمات فيما لم يستطع شاب اخر الحديث معنا بالنظر الى الاصابة التي تلقاها في وجه... شخص اخر ملتحي قدم الينا وهو يصرخ "تعالوا انظروا بيت الله ..المصلي يحترق بالمونوطوف..اين السلطات المحلية ؟اين الامن؟". اولياء التلاميذ يحاصرون المدرسة الابتدائية خوفا على اطفالهم ابتعدنا قليلا على منطقة المناوشات بعد ان شد انتباهنا تجمع لاولياء التلاميذ بالقرب من الابتدائية المتواجد عند مدخل الحي ، اين لاحظنا تجمع عدد هائل من الاولياء الذين طالبوا مديرة الابتدائية بالسماح لتلاميذهم بالخروج قبل الوقت المحدد في رزنامة التوقيت خوفا على اطفالهم ، الا ان مديرة الابتدائية رفضت مطلبهم ماجعلهم على صفيح ساخن ، وبررت المديرة ذلك حينما سألناها ان الابتدائية تضم ازيد من 200 تلميذ ومعظم الاطفال اوليائهم يعملون في هذا الوقت وان التلاميذ تحت مسؤلية المؤسسة الى غاية انتهاء الدوام ، وهو ما تنص عليه القوانين ، الامر الذي جعل عدد هائل من النسوة والاباء يحاصرنا الابتدائية لحمايتهم من اي اعتداء... هذا وطالبوا محدثونا التدخل الفوري للسلطات الامنية معتبرين اياها الغائب الوحيد عن الحي ، مرددين ان على السلطات المحلية انشاء مقر للامن الوطني لوضع حد لتلك المناوشات التي اصبحت يوميا وارقت حياة السكان كما هددت مستقبل ابنائهم الذي ضاع بين الخوف وعدم الالتحاق بالمدارس . الوالي المنتدب لبئر مراد رايس يعد بوضع ملف المنازعات على طاولة والي العاصمة وفي السياق ذاته اكدت مصادر متطابقة ان الوالي المنتدب للدائرة الاادارية لبئر مراد رايس قد عقد اجتماع صباح امس مع اللجان المحلية والسلطات الامنية لدراسة وضعية الحي والمناوشات اليومية ن واخذ على محمل الجد مطالب السكان بانشاء مقر للامن الوطني لتوفير الامن بالمالحة ن، فيما تم مساء امس عقد لقاء مع رئيس بلدية عين النعجة لدراسة الملف على ان يقدم في الايام القليلة القادمة على طاولة والي العاصمة عبد القادر زوخ للنظر فيها وايجاد حل سريع للقضية.