مكاتب بريدية بالبلديات صرفت عليها الملايير تتحول إلى أطلال بسبب نقص السيولة! تشير العديد من المعلومات المتوفرة ل"البلاد"، إلى أن جميع المكاتب البريدية على مستوى الولاية، تشهد ضغطا كبيرا، على مدار الشهر، مما خلق أزمة كبيرة للمواطنين، حيث أضحى صب الرواتب بمثابة بداية معاناة لأصحابها ومن هذا المنطلق إختارت "البلاد" فتح ملف القطاع وتشريحه من كل الوضعيات في محاولة لتعرية هذا الوضع. ذكرت مصادر متابعة لوضعية قطاع البريد على مستوى ولاية الجلفة، أن الخلل الكبير والأول يعود إلى عدم وجود توافق بين التعداد السكاني المتزايد مع الخدمات والهياكل المقدمة، زيادة على أن التجهيزات المستعملة حاليا لا تتناسب مع التطور الحاصل في هذا المجال. فمعظم أجهزة الحاسوب قديمة والكثير منها معطل وهناك أجهزة لم يتم تجديدها حتى قبل إعادة هيكلة القطاع، وأكد مصدر "البلاد"، على وجود فقط 9 بلديات تقترب من المعدل الوطني للكثافة البريدية لتبقى 27 بلدية بعيدة كل البعد عن هذا المعدل، فمثلا على مستوى عاصمة الولاية وحتى تقترب أكبر بلدية بالولاية من المعدل الوطني يستلزم فتح ما يقارب 20 مكتبا جديدا على الأقل مقارنة بعدد سكان عاصمة الولاية وعدد موظفيها. وأضافت المصادر أن العديد من الهياكل البريدية على مستوى عدد من البلديات غير وظيفية باستثناء الهياكل الجديدة، منها مكاتب موجودة داخل محلات العمارات مثل مكتب حي القدس بمسعد ومكتب 05 جويلية بحاسي بحبح، مع انعدام التهوية وكل الشروط الموضوعية والضرورية لأداء الخدمة، مضيفة أن توزيع الهياكل البريدية في الأحياء السكنية في بعض الأحيان غير متوازن، حيث يوجد في حي سكني مثلا مكتبان بريديان فيما تفتقد جهة بأكملها لهذه الخدمة. وتحدث المصدر عن وجود هياكل جديدة لم تدخل الخدمة من الأساس، إلا أنها تعرضت للتخريب ومنها مكتب حي السعيفي بمدينة مسعد، الذي يعتبر وصمة عار في جبين القطاع، وأصبح عرضة للنهب ووكر لغير غرضه وتحول إلى مرحاض عمومي لسنوات عدة، قبل أن تلجأ الجهات المعنية إلى غلقه، مؤكدا بأن هذا الإهمال يصنف في خانة هدر المال العام، وكشف عدد من السكان عن وجود العديد من المكاتب البريدية في كل من فيض البطمة، حاسي بحبح، المعلبة، دار الشيوخ، الشارف، مغلقة إلى حد الآن، في ظل غياب ونقص التأطير الواجب توفره وكذا في عدم توفر شروط النظافة للعجز الكبير المسجل في العمال، زيادة على أن العديد من المكاتب مهددة أمنيا نظرا للعجز المسجل في أعوان الأمن، مما جعلها تكون ضحية للإغارة الليلية والنهارية، آخرها كان على مستوى بلدية سلمانة، حيث تم سرقة مقر البريد في وضح النهار، وقبلها مكتب بريد حي الحدائق بعاصمة ولاية الجلفة. وتعاني بعض مراكز البريد في البلديات بشكل متواصل من نقص السيولة أو انعدامها في أحيان كثيرة، خاصة البعيدة عن عاصمة الولاية، مما جعلها تتحول إلى مجرد أطلال ويقتصر عملها على تسجيل البريد. مع العلم أن مواطني عاصمة الولاية في لقائهم مع المدير العام للمؤسسة في زيارته الأخيرة طالبوا بتسجيل برامج لمراكز بريد جديدة، لكون أن ولاية الجلفة شاسعة وما هو متوفر من المراكز أضحى يعيش على وقع الاكتظاظ في كل الفترات.